الشاهد - ربى العطار
بعد فرحة الناس برفع الحظر عن شتى مناحي الحياة والعودة التدريجية لممارسة معظم النشاطات بشكل طبيعي، الحكومة استلمت الرسالة بأن الناس فرحوا "برفع" الحظر فقامت برفع الدخان والبنزين وغرامات ترخيص المركبات.
ولما تذمر الناس من ذلك طمأنتهم الحكومة الحنونة، فاستبدلت الرفع "بالخفض" فقامت بتخفيض الرواتب وألغت المكافآت واوقفت الزيادات على الراتب .
الحمد لله أن لدينا حكومة بهذه الشاعرية والإحساس بالمواطن، لأن أهم شيء لديها هو حياة المواطن الأردني والباقي تفاصيل.
نعم تفاصيل، رفع الرسوم والضرائب، رفع أسعار المحروقات، و رفع ضغط الناس، كله تفاصيل.
لا أحد يعلم كيف تفكر حكومتنا الرشيدة، كيف تتفنن بالسيطرة على المواطنين، وتجعل الناس يشعرون أنهم من يقترف الخطأ، وبأن الحكومة تحاول تصحيح خطأ المجتمع، فتعاقبه بقرارات تزيد من شقائه رغم ما يحيط به من إحباط وصعوبة في الوضع المعيشي.
أما صندوق همة وطن الذي تأسس لجمع تبرعات تعوض ماتم استنزافه من الموازنة لمواجهة "كورونا"، فقد فشلت الحكومة في إدارته بسبب عدم قدرته على جمع مبلغ طموح لضعفها بالتأثير على كبار المقتدرين للمساهمة في تبرعات الصندوق.
لا يمكن أن ننكر الجهود التي تم بذلها للوصول إلى ما وصلنا إليه من احتواء لانتشار الفيروس، لكن أن تضيع هذه الجهود بسبب مساهمة الحكومة في انتشار فيروس أكثر خطرا ، وهو فيروس الفقر والبطالة.