النقابي ابراهيم حسين القيسي
كلنا نعلم ان الكعبة المشرفة صرة الارض ومنتصف الكرة الارضية و نعلم ايضا أن القدس بوابة السماء, لكن يجب أن يعلم كل من يعمل بالسياسة أن الاردن هو صرة الشرق الاوسط سياسيا وهو مفتاح الحرب و السلام , الاردن هو الطوق و السوار حول اسرائيل و هو الحاضن الاكبر لأنباء فلسطين من اصحاب حق العودة هذه الورقة الرابحة في كل الفصول السياسية , تاريخا من يمتلك الاردن يمتلك فلسطين فهو بوابة الفتح دائما وقلاع الحماية لها و المثال البسيط على ذلك قلعة الكرك و قلعة السلط فمن كان يحتل فلسطين كان يسعى دوما للسيطرة على المواقع الاستراتيجية في الاردن , قد تكون هذه المقدمة معلومات عامة لكنها باب للدخول لموضوع الهوس الصهيوني الذي تجلى مؤخرا بإصدار قانون من قبل الكنيست لنزع الولاية الدينية و الاشراف الاردني على المقدسات في القدس , في الواقع القدس وكل فلسطين هي ارض محتلة بالكامل و برغم وجود السلطة الفلسطينية التي تمارس المفاوضات العبثية منذ أكثر من عشرين عاما , وبما أن القدس و فلسطين هي محتلة فإن الفكرة الصهيونية الاخيرة هي بالتأكيد موجهة ضد الاردن حصريا و هي مقدمة و بداية لإجراءات صهيونية تدريجية و تصاعدية لتحقيق أهداف و أحلام قديمة في المحصلة ستهدد الكيان الاردني برمته , الوصايا الدينية و الاشراف على المقدسات و الدور الاردني هو بند من بنود إتفاقية وادي عربة الاردنية الاسرائيلية و مع ذلك فإن هذا الدور لم يمنع إسرائيل من كف يدها عن تهويد القدس و تدنيسها و طرد ما تبقى من أهلها , هذا يعني أن اسرائيل تخرق الاتفاقية صباح مساء , وفي القادم من الايام سوف تتدرج في الخرق للوصول الى حصة الاردن المائية ثم الى تعديل الحدود استنادا الى خزعبلات دينية أقلها أن جبل نبو وقبور أنبياء بني اسرائيل في السلط هي حقوق دينية تاريخية لشعب الله المختار ولدولة اسرائيل , وقد يصل الامر الى ابعد من ذلك وكما قال أحد الجنرالات الصهاينية في فترة ما ان فلسطين ضفتان هذه معنا وتلك لنا وكان يقصد الاردن , في الحقيقة الموضوع مذل تماما كما الذي يطلق زوجة جاره ويصبح الطلاق نافذ كون الذي أمر بالطلاق هو القوي الذي لا يرفض له طلب أو مبتغى , وإذا ما نجحت اسرائيل في هذه الخطوة فسيكون الزحف بإتجاه الاردن و لن يحمى الكيان الاردني البيانات الانشائية و المواقف المتزنة , ويجب على الدولة الاردنية إتخاذ إجراءات عملية حقيقية وسريعة أقلها طرد السفير الاسرائيلي وايقاف العمل وتجميد إتفاقية السلام و تفعيل قانون خدمة العلم فوراً واذا ما فعلت الدولة الاردنية هذه الخطوة الجريئة سيكون كل العالم العربي و الاسلامي الى جانب الاردن بكل قوة وجراءة لان الاردن هو صرة الشرق الاوسط .
ibrahim_alqaisy@hotmail.com