الشاهد - تعززت تحذيرات العلماء من إمكانية حدوث انقراض جماعي وشيك بسبب التغيرات المناخية بأدلة علمية جديدة، حيث كشفت دراسة لفريق من جامعة ساوثهامبتون أن الانقراض الجماعي الذي ضرب كوكبنا قبل حوالي 360 مليون سنة كان بسبب تآكل في طبقة الأوزون نتيجة ارتفاع شديد في درجة حرارة كوكبنا.
ما أشبه الليلة بالبارحة
وبحسب هذه الدراسة التي نشرت في مجلة 'ساينس أدفانسز' في 27 مايو/أيار الجاري، فإن هذه الظاهرة أتت على الكثير من الحيوانات البحرية والأسماك والنباتات التي تعيش في المياه العذبة.
وتأثرت تلك الكائنات بالأشعة فوق البنفسجية التي اجتازت طبقة الأوزون المتدهورة، في سيناريو قد يتكرر في أيامنا بسبب التغيرات المناخية وعدم التعافي التام لطبقة الأوزون.
والمثير في هذه الدراسة أن تدهور طبقة الأوزون في تلك الفترة -والذي كان بفعل ارتفاع شديد وسريع في درجة حرارة كوكبنا- جاء بعد فترة جليدية، في سيناريو -يقول أصحاب الدراسة- إن بداياته تشبه كثيرا ما يحدث اليوم بسبب التغيرات المناخية.
انقراضات عديدة
يحصي العلماء العديد من الانقراضات الجماعية التي ضربت كوكبنا، أهمها ذلك الذي حدث قبل 66 مليون سنة بسبب كويكب اصطدم بالأرض وتسبب في انقراض الديناصورات، وثلاثة انقراضات أخرى حدثت قبل حوالي 252 مليون سنة بسبب ثورات بركانية.
وعلق الباحث المشرف على الدراسة جون مارشال من مدرسة العلوم البحرية في جامعة ساوثهامبتون بأن 'درع الأوزون الذي يحمي كوكبنا من الأشعة البنفسجية كان قد تدهور لفترة وجيزة'، مضيفا أن ذلك 'تزامن مع ارتفاع شديد في درجة حرارة الأرض، وهو ما يجعلنا نشك في إمكانية حدوث ذلك مجددا في أيامنا هذه'.
خلاف بين العلماء
وأضاف الباحث 'أعتقد أن هناك خلافا بين العلماء في تصنيف موجات الانقراض التي شهدها كوكبنا، فعندما بدأت مشواري كباحث كنا نحصي اثنتين، واليوم هناك من يعتقد أن هناك ست موجات، وهناك من يقول خمس موجات، المهم أن ذلك ليس واقعا ثابتا فالأبحاث ما زالت مستمرة ويمكننا اكتشاف موجات أخرى'.
واعتمد الباحثون في دراستهم الأخيرة على عينات من صخور تم جمعها من مناطق جبلية غرب جزيرة غرينلاند التي كانت سابقا تشكل بحيرة كبيرة، وعينات أخرى تم جمعها من قاع بحيرة تقع في بوليفيا.
وسجل الباحثون أن الجبال الجليدية في القطب الشمالي شهدت ذوبانا بسبب ارتفاع حرارة الارض، فأفرزت غازات كيميائية تسببت في إلحاق أضرار بطبقة الأوزون.
هذا الأمر سمح للأشعة فوق البنفسجية بالمرور لمدة وصلت لآلاف السنين، فقضت على الكثير من الكائنات الحية ولم ينج منها سوى بعض الأشجار والنباتات التي استطاعت بصعوبة التأقلم مع الوضع الجديد، فضلا عن عدد من أسماك القرش والأسماك الكبيرة التي ما زالت موجودة إلى اليوم.
ويعتقد الباحثون أن ما حدث قبل 360 مليون سنة يمكن أن يحدث مجددا حسب تقديرات خبراء المناخ الذين يتوقعون ارتفاعا في درجات الحرارة خلال القرون المقبلة، وإذا لم تتخذ دول العالم الإجراءات الضرورية للتخفيف من الغازات الدفيئة ومكافحة مسبباتها فسيكون مصيرنا كارثيا.(الجزيرة)