الشاهد -
كبتاجون .. هيروين .. كوكايين .. حشيش
المقدم مازن قبلان: الاهمال وعدم متابعة الابناء يدفعهم للتجربة وهنا الخطر
الشاهد-فريال البلبيسي
ان الواجب الرئيسي الاول لرجال مكافحة المخدرات وبصفتهم رجال امن عام يقضي حماية ارواح المواطنين والمقيمين على الارض الاردنية وباعتبار ان الانسان اغلى ما نملك في الاردن فان العقاب لم يعد الاسلوب الانجع للمحافظة على ارواح المتعاطين وتماشيا مع نصوص مواد قانون المخدرات والمؤثرات العقلية رقم (11) لعام 1988 والذي اعفى المدمن من العقوبة اذا ما اعترف بنفسه وطلب العلاج فقد تم انشاء مركز لعلاج المدمنين التابع لمديرية الامن العام لادارة مكافحة المخدرات وبالتنسيق مع وزارة الصحة بتاريخ 17/1/1994 وبقرار من وزير الداخلية باشر المركز اعماله ابتداء من شهر اذار عام 1994 وفي هذا المركز يخضع المتعاطي الى برنامج تأهيلي يتضمن محاضرات تثقيفية ودينية ولقاءات عامة وقد تمت معالجة عدد كبير من الاشخاص من الادمان على المخدرات ومنهم من حضروا من د ول عربية مجاورة لدى سماعهم عن هذا المركز وقد لاقت هذه الفكرة استحسان عدد من الخبراء الدوليين الذين وجدوا من التقاء ضابط الشرطة والطب لفتة حضارية وتكاد تكون فريدة في المنطقة والعالم باسره. الشاهد التقت مع مدير مركز معالجة المدمنين ومن ثم التقت مع المرضى المدمنين وكان اللقاء شفافا مع الشباب المتواجدين في هذا المركز وعن اسباب تعاطيهم.
مدير المركز
المقدم مازن قبلان اجاب على اسئلة الشاهد وعلى النحو التالي: * هل تقام دعوى الحق العام على المدمن الذي يأتي للعلاج ومتى تقام الدعوى؟ - ان المادة (14 د) من قانون المخدرات والمؤثرات العقلية رقم (11) لسنة 1988م لا تقام دعوى الحق العام على من يتعاطى المواد المخدرة والمؤثرات العقلية او يدمن عليها اذا تقدم قبل ان يتم ضبطه من تلقاء نفسه او بواسطة احد اقربائه الى المراكز المتخصصة للمعالجة التابعة لاي جهة رسمية او الى ادارة ومكافحة المخدرات او اي مركز امني طالبا معالجته، وتقام الدعوى اذا قبض عليه وهو متعاطي او متواجد في اماكن مع متعاطين وقبض عليه متلبسا. * ما تعريف اعادة التأهيل من المخدرات؟ - تأهيل المدمنين هو مصطلح لعمليات العلاج النفسي على الاعتماد على المواد ذات التأثير النفساني مثل الكحول والمخدرات والوصفات الطبية وادوية الشارع مثل الهيروين والكوكاين او الامفيتامينات والقصد العام هو تمكين المريض من وقف اساءة استعمال المواد المخدرة من اجل تجنب الاثار النفسية والعواقب القانونية والمالية والاجتماعية والمادية التي يمكن ان تكون سبب وخاصة عند الاكثار من التعاطي. * ما الاعراض التي تساعد في الكشف المبكر عن المتعاطي؟ - التغيير المفاجىء في السلوك اليومي مصحوبا باللامبالاة وعدم الاكتراث في مجريات الامور الاعتبارية والطارئة وتصبح حياته اقرب الى الخيالية من الواقعية، حياة واهمة مبنية على امور غير حقيقية مع الاحساس بالخوف احيانا والتسلط احيانا اخرى. ثانيا: كثرة الخروج من المنزل و المصحوب باختلاس الخروج والدخول لاحساس المتعاطي انه قد يفتضح امره اذا شوهد اثناء دخوله وخروجه لذا يتعمد اختلاس تحركاته. ثالثا: الفوضى والاهمال العام في جميع واجبات حياته وحتى المظهر الخارجي لشخصه والتأخر المستمر عن ساعات الدوام التي تصل احيانا الى درجة الانقطاع عن العمل. رابعا: الاهمال المستمر لعامل الوقت ونقص القدرة على الادراك والتقدير الزمني والتأخير عن المواعيد بشكل عام ونقص في التركيز. خامسا: الابتعاد عن اغلبية الاصدقاء والالتصاق شبه التام بجزء بسيط منهم، واحيانا استبدالهم باصدقاء جدد وهم رفقاء السوء الذين ساقوه الى الانحراف والتعاطي وكون المتعاطين يفضلون الانعزال والانطواء على بعضهم البعض. سادسا: نقص تدريجي في الشهية للاكل حتى يصل الى درجة فقدان الشهية والاختلال في اوقات تناول الوجبات وبالتالي فان ذلك سوف ينعكس على وضعه الصحي. سابعا: الاحتياج المستمر الى المال واختلاق الاعذار تلو الاعذار لاخفاء حقيقة الاتجاهات التي انفقت فيها تلك الاموال مع محاولته الاستدانة وبشكل مستمر. ثامنا: فقدان بعض الاغراض الثمينة من المنزل او المدرسة او موقع العمل مثل الذهب وغيره مما خف وزنه وغلا ثمنه وارتكاب السرقات في محاولات لايجاد مصدر تمويل لتأمين الجرعات له. تاسعا: العدوانية والميل الى العنف شبه المتلازمين وخاصة عند الانقطاع عن الجرعات وعدم توفرها وبالذات اذا كان سبب الانقطاع مرتبط بالعجز المالي وعدم توفير ثمن تلك الجرعات. عاشرا: وقد تكون من الد الدلائل التي لا مجال معها للشك العثور على اثار للتعاطي كضبط قطعة من المخدرات او الابر او غيرها من الادوات التي تستخدم في عمليات التعاطي وحسب طريقة التعاطي المستخدمة من قبل المتعاطي وقد تظهر على جسده وملابسه بعض البقع الدموية المتأتية من خلال التعاطي. واخيرا الدليل الاقوى وهو الاعتراف فقد يتغلب عامل الخير الداخلي للمدمن على عامل الشر ويتجه الى الاعتراف غير المباشر اما بالايماء او محاولة ترك بعض الاثار بصورة متعمدة او اخبار من يريد بانه مدمن ويريد الخلاص من هذه الافة اللعينة. * كيف التعامل مع اي شخص حال اكتشافه انه مدمن؟ - يجب السعي لاحتواء ذلك الشخص والقيام بمحاورته بأسلوب ودي وهادىء واشعاره بالحرص على مستقبله وضرورة التعاون للخلاص من هذه المشكلة. ثم الاسرع في عرض هذا الشخص المريض على احد الاطباء النفسيين او وضعه في احد المصحات المتخصصة مع ضرورة متابعة حالته اثناء وبعد فترة العلاج.
الحالات
واجرت الشاهد العديد من اللقاءات مع مرضى مدمنين في المركز. - فيصل عمره 25 عاما مدمن على تعاطي الحشيش والحبوب قال انني ادمنت على تعاطي الحبوب منذ كان عمري تسع سنوات من قبل شباب من اقاربي ومن اثر التعاطي اصبحت من ذوي القيود الامنية فقد ارتكبت سرقات عديدة وانا تحت تأثير التعاطي وقمت بسرقة مصوغات شقيقتي وادمنت على الحشيش وتفاقمت الامور عندي واصبحت اضرم النيران والحرائق بالمنطقة، وعندما تيقنت ان سبب ادماني وقيودي هم اقاربي الذين علموني التعاطي قمت باضرام الحرائق بسياراتهم ومركباتهم لانني اصبحت حاقدا وناقما عليهم لانهم السبب الرئيسي بما انا عليه الان، وقد اخذت عهدا على نفسي ان اتعالج واتعافى من ادماني لاعود شابا قويا وليس ضعيفا وانا نادم جدا على ما فعلته وانا تحت تأثير الادمان اللعين. - محمود 28 عاما مدمن على الحبوب والحشيش والهيروين كان يتعاطاها ابرا قال انني مدمن على المخدرات منذ كان عمري 16 عاما والسبب الرئيسي الذي اوصلني للادمان هي الرفقة السيئة ورفقاء الشيطان بسببهم اصبحت انسانا هشا منبوذا من الجميع فقد بدأت ادماني على الحبوب ثم الحشيش واخيرا انا مدمن الهيروين منذ كان عمري 19 عاما وقد حضرت لمركز المعالجة خمس مرات ولا زلت تحت تأثير الشيطان. وحاولت الاقلاع لكن دمي اصبح مسموما واصبح لدي قيود بالمخدرات وبكى محمود مطولا وقال اريد العلاج اريد ان لا اعود لهذه السموم التي قضت عليّ واصبحت اسيرا لها مضيفا ان الهيروين يكلفني يوميا اربعين دينارا واكثر وكنت اعمل ليلا نهارا من اجل تأمين المبلغ لاتعاطى الهيروين شما وحرقا وابرا ايضا ما اجده اتعاطاه وامنيتي الوحيدة ان اشفى من الشر الذي نهش جسدي وتوغل به. - فواز 33 عاما وهو متعاطي الهيروين منذ كان عمره 18 عاما قال بسبب رفقاء السوء الذين زينو لي التعاطي وبأنني سأكون انسانا اخر قمت بتعاطي الحبوب بالبداية وكان عمر 16 عاما ثم تطور بي الحال واصبحت اتعاطى الحشيش مع الحبوب. وقال اصبح لدي قيود عديدة بسبب التعاطي وزوجتي رفضتني وذهبت لمنزل اهلها واصبحت انسانا منبوذا من الجميع، وبسبب ادماني لم اكترث بزوجتي وابنائي وتم فصلي من وظيفتي بسبب الادمان وبعت اثاث منزلي و سيارتي ولم اكترث اذا ابنائي جاعوا او ناموا جياعا المهم عندي ان يكون معي فلوسا من اجل تأمين كلفة ابر ة الهيروين. واضاف انني الان جاد من اجل اعادة زوجتي للمنزل بعد ان اتعالج من ادماني. - قيس 18 عاما قال انا ادمنت منذ عام ورفقاء السوء هم السبب وراء ادماني بسببهم فقدت ثقة الاهل اصدقاء السوء اخبروني ان سيجارة الحشيش ستجعل مني شخصا ذكيا ويفهم ما يقرأه وسبب ادماني هو التوجيهي لقد اخبرني رفقاء السوء اذا تعاطيت الحبوب سأبقى يقظا وسأدرس دروسي جيدا وبدأت مع الحبوب والحشيش مرحلة الضياع مع المخدرات واصبحت بعد فترة قصيرة خاملا محبا للنوم ثم اخبروني ان سجائر الجوكر ستجعلني يقظا من اجل الدراسة لكن اصبحت عصبيا وخاملا مما جعل عائلتي تشك بتصرفاتي وضياعي لانني اطلب المال وباستمرار، وبعد ان ساءت حالتي احضروني للعلاج واتمنى من اهلي ان يسامحوني لانني خيبت امالهم بادماني وضيعت فرحتهم التي انتظروها مني وهو نجاحي بالتوجيهي لكني ساعاهد نفسي اولا بان احقق لهم هذه الامنية. - محمد 38 عاما اعزب ويعمل بالديكور وهو متعاطي الكحول ومدمن عليها قال انا حزين جدا لانني ضيعت نفسي واصبحت اسير الخمر مضيفا ان عملي يدر عليّ دخلا ممتازا وجميع المبالغ التي اتحصل عليها اشتري بها الخمر واتعاطاه ليلا نهارا حتى اصبح دمي مليئا بالسموم وحضرت الى المركز بملء ارادتي من اجل العلاج. - هلال 19 عاما متعاطي الحشيش والحبوب قال ان سبب ادماني وما وصل بي حالي هم والداي الذين طردوني من حياتهما وانا طفل صغير لقد تشردت للشارع وكان عمري 13 عاما ونمت بالشارع والجامع اشهرا وانا لن اسامح والداي لانهما تركوني للشارع واصبحت بحضن الشيطان ورفقاء السوء الذين علموني السرقة والان انا من ذوي القيود من مشاجرات وسلب وسرقة من اجل الحصول على السموم فانا اسير الحبوب والحشيش منذ الصغر وقد جأت الى المركز بملأ ارادتي لكي اعود شابا جديدا افتخر بنفسي وليس شابا منبوذا من الجميع. - عمار 23 عاما مدمن كحول وحشيش وحبوب قال ظروفي العائلية هي السبب الذي جعل مني شابا اسير الادمان فانا شاب اعيش مع والدين لا يعرفان الابوة منذ صغرنا فانا اعيش مع والد وزوجته وام تزوجت بعد طلاقها من والدي وهما لا يعرفان الرحمة بحياتهما ومنذ صغري وانا محروم الحنان والحب والعاطفة من والداي وفي سن المراهقة تعرفت على اصدقاء وعلمت مؤخرا انني وقعت في شباك اصدقاء السوء لكن لم اكترث وبدأت بتعاطي الحبوب ثم الحشيش ثم مخدرات الجوكر وعملت سائقا على تاكسي من اجل تأمين المخدرات واصبحت من ذوي القيود الجرمية بسبب المخدرات التي سيطرت على عقلي وتفكيري والان انا نادم جدا لما وصلت اليه من سوء حال واتمنى العلاج وعدم العودة لها. - عبدالحكيم 27 عاما متعاطي الخمر ثم الحشيش ومخدرات الجوكر قال انني متعاطي منذ كان عمري 17 عاما واولا قمت بتجربتها من اجل التعرف عليها ثم بدأت ادمن عليها واصبحت ابحث عنها مع رفاق السوء الذين دخلوا حياتي وعلمت مؤخرا ان حياتي اصبحت لا تطاق وابتعد عني الجميع واصبحت وحيدا وادركت انني يجب الخلاص مما انا فيه بعد ان صارحت اهلي بمصيبتي وهم من احضروني للعلاج. وقال عبدالحكيم ادركت انني في خطر عندما تعاطيت مخدرات الجوكر وادركت ان هذه المادة ضارة وسامة وخطرة على الصحة وان هذه المادة تعطي للحيوانات الثيران والاحصنة وغيرها من اجل هدوئها وعند قراءتي لهذه المعلومة خفت جدا عندها ادركت التغييرات التي حدثت بجسمي لقد اصبحت لا استطيع الوقوف او النهوض من فراشي وخوفي هذا جعلني اطلب العلاج واتمنى الشفاء مما انا فيه. - لؤي 28 عاما متزوج منذ عام ونصف ولديه طفلان وهو متعاطي الجوكر والحبوب والحشيش قال انني مصاب بداء الادمان الذي كلفني غاليا فقد خسرت بسببه زوجتي واطفالي بعد ان عشت بعالم اخر ونسيت انني متزوج وكنت لا اصرف عليهم ولا اتذكرهم اذا كان اطفالي جياع وقمت بتطليق زوجتي التي كانت صابرة في كل ظروفي لكنني كنت قاسيا عليها وذهبت مع اطفالي لبيت اهلها ولم اعلم حجم الخسارة التي وقعت بها الا بعد خسارتي لزوجتي واطفالي مضيفا انني كنت مغيبا عن الوعي واسيرا لمادة الشر وحرمت ابنائي من حناني وقمت بتجويعهم واهمالهم وبكى لؤي مطولا على ما بدر منه من امور ندم عليها