الشاهد - ربى العطار
في الوقت الذي يسيطر فيه الحديث عن فيروس كورونا على كافة وسائل الإعلام ويطغى على أي حدث آخر، يستغل ذلك رئيس وزراء الكيان الصهيوني نتنياهو، ويوافق على مشروع قرار ضم غور الأردن والمستوطنات في الضفة الغربية، لتوسيع دائرة الاستيطان، بالرغم من الرفض الدولي والعربي الواسع لهذا القرار.
هذا القرار الذي سيعتبر جريمة حرب إذا تم إقراره رسميا، سيكون بداية لطي صفحة من سلام بارد وحَذِر، فرضته الظروف السياسية والأمنية، وكان فرصة لالتقاط الأنفاس لبناء وإصلاح البلاد، لكن بمثل هذه العنجهية والغطرسة الصهيونية التي تدق المسمار الأخير في نعش هذا السلام سيكون القادم مختلفا، وقد لا ينبئ بالتفاؤل.
بعض الأصوات من دول عربية أصبحت تبرر قيام علاقات مع إسرائيل، وتتجاهل القضية الفلسطينية، واعتبرت أن الوقت قد حان للتعايش كما يروجون له، وهذا ما يثير مخاوفا من الانسحاب المدروس من الوقوف مع قضية العرب والمسلمين الأولى.
وهاهي وسائل إعلام عربية بدأت مخططا لتنفيذ تلك الخطة للتخلي عن فلسطين والترويج لإسرائيل والدولة اليهودية إما باستضافة مطبعين أو بإنتاج وعرض مسلسلات تغازل فيها اسرائيل،ومواقع التواصل الاجتماعي، وهي الأخطر، أصبحت مسرحا لمنشورات واسعة تشوه تاريخ فلسطين وتنكر حق العودة من بعض المأجورين الذين كثفوا حملاتهم للتقليل من أهمية القضية الفلسطينية.
جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، سهَّل على الأردنيين اختيار موقفهم، فهم لن يكونوا بحاجة لممارسة ضغط شعبي لتغيير موقف الدولة الأردنية من إسرائيل، فجلالته عبر عن موقف الأردن المملكة وقال "بأن إسرائيل إذا ما ضمّت بالفعل أجزاءً من الضفة الغربية في تموز، فإن ذلك سيؤدي إلى صِدام كبير مع المملكة" .
المرحلة حرجة والمنعطف خطير، لذلك فإن ترك المناكفات والالتفاف حول رايتنا الأردنية وقيادتنا الهاشمية أصبحت ضرورة ملحة، في ظل هذا الترقب المشحون لمخطط ضم غور الاردن مطلع شهر تموز القادم.