الشاهد - ربى العطار
يبدو أن عبارة (خليك بالبيت) أصبحت تستفز المواطنين، فبعد عودة العمل إلى معظم القطاعات وتكرار أيام الحظر الشامل أيام الجمعة وطيلة أيام العيد، أصبح يتردد على لسان الناس عبارات تدل على عدم الرضا، والتي تعطي انطباعا يشير إلى أن الفترة الوردية بين الناس والحكومة قد تنتهي قريبا.
كما أن الاعتقاد بنظرية المؤامرة أصبح أكثر قبولا، في ظل ما يتردد من أخبار تتهم المنظمة الصحية بالتهويل وإخفاء الحقائق حول فيروس كورونا.
لقد كانت فترة العيد حاسمة لرسم شكل العلاقة بين الشعب والحكومة، إلا أن الحكومة أفلتت منها بعض التفاصيل، ففقدت بريقها خصوصاً بعد الإعلان عن تمديد السماح بالحركة قبل العيد، وحشر الناس أثناء العيد، والاستعجال لاستئناف الدوام القطاعات المختلفة.
العائلة التي يعمل فيها الزوجان، ارتبكت حياتهم بعد انشغالهم في كيفية تأمين أطفالهم أثناء فترة دوامهم، فلا حضانات ولامدارس، وتنقل المواطنين بين المحافظات كابوس آخر، ساعات الدوام الطويل مقارنة بفترة السماح بالحركة غير كافية ليستطيع الناس تأمين احتياجاتهم بعد أن ينتهي دوامهم مما خلق أزمة سير خانقة لم نكن نشهدها في الأيام طبيعية بالرغم من تطبيق نظام الزوجي والفردي على المركبات، الأسواق اكتظت بالبشر، المخابز والمطاعم لم تسلم من الاكتظاظ والزحمة.
لم يعد سعد جابر يسعد الناس كما كان في بداية الازمة، ولم يعد ظهور أمجد العضايلة منتظرا كما كان، حتى التزام الناس بارشادات التباعد الاجتماعي لم تعد تلقى ذات الاهتمام في بداية الأزمة.
يجب أن يكون هناك مراجعة لما حدث خلال استئناف الدوام التدريجي لقطاعات العمل، والأخذ بردود فعل الناس، لأن الوضع خلال اليوم الأول بعد العيد يقود إلى ما نسميه مناعة القطيع.
نسأل الله السلامة للأردن والاردنيين، وأن يرفع عنا هذا الوباء والبلاء إنه ولي ذلك والقادر عليه.