نبيل شقير
دائما نذكر ونكتب عما نراه من سلبيات حكومية وننتقد هذه السلبيات بشدة كما نكتب عن عدد غير قليل من المواطنين الذين لا يشعرون ابدا بالانتماء لهذا الوطن ويمارسون افعالا تسيء لهم ولوطنهم ولغيرهم من المواطنين او الزائرين او السياح لهذا البلد، فمثلا بعض الطلاب الذين لم يحالفهم الحظ بالتوجيهي فقامت مجموعة منهم بتكسير المدارس وحرقها هذا غير الاعتداءات على المراقبين وحرق سياراتهم اثناء تأدية الامتحان، الا يعد هذا اساءة للبلد على جميع المستويات؟ حتى طلاب الجامعات قاموا بنفس الافعال من تخريب وتكسير للجامعات اثناء المشاجرات الطلابية مما حدا ببعض الدول عدم ارسال الطلاب للاردن او للدراسة فيها. وترى عائلات من هذا البلد تريد ان تخرج الى مكان ما بهذا البلد للتنزه سواء البحر الميت او المتنزهات او الى احدى الغابات التي لم يبق منها نصفها سواء من قطع الحطب والاعتداء عليها او من النيران التي يخلفونها وراءهم وترى تلك العائلات تأكل وتشوي وتغادر المكان ويتركون وراءهم كل انواع النفايات والمخلفات وبدون اي حس وطني او انتماء، اليس بالامكان جمعها في كيس والقائها بالاوية حتى يبقى المكان نظيفا ويستعمله غيرهم؟، وكذلك عند استعمال الحمامات ودورات المياه العمومية ترى العجب من الاهمال والقذارة التي تسبب الامراض والتلوث والمنظر المؤذي بها، وهناك من يريد ان يمشي ويمارس هوايته بالمدينة الرياضية يرى الكم الهائل من النفايات التي يخلفها الناس الذين استمتعوا قبل يوم بالحديقة من بقايا الطعام واكياس نايلون واوراق مع ان هناك عدد كبير من سلات النفايات وهذا كله يشكل عبئا كبيرا على عمال النظافة مما يجعل الاخرين يلغون ذهابهم الى هذا المكان، كذلك عندما تسير بسيارتك في بعض الشوارع تفاجأ برمي الاكواب والصحون البلاستيك من شبابيك بعض السيارات التي تسير امامك لترى بعدها اكواما منها بمنتصف الشارع دون ادنى تفكير او شعور بالعيب من رميها بالشارع وكأن هذا الشارع لهم وحدهم وبدون اي انتماء، بالاضافة للموضة الحديثة هذه الايام وهي اغلاق بعض الشوارع الفرعية بالكامل لاقامة صيوانات الافراح والعزاءات ولمدة ثلاثة ايام ولا احد يسألهم وكأن الشارع العام من املاكهم الشخصية، وحدث ولا حرج عندما يقطع مئات السائقين الاشارات الضوئية وهي حمراء وكذلك اخذ مسرب خاطىء بعيد عن وجهة سيره وتلك قضية من اخطر ما يمكن لانها تسبب الحوادث (القاتلة) فهل المصلحة الشخصية اهم من العامة وهل بعض الناس الذين زاروا دولا عديدة مارس هذه الفوضى ام يكون ملتزما بالنظام؟ وحتى باصات المدارس بالصباح الباكر عندما تأتي لتأخذ الطلاب وتطلق زواميرها المزعجة جدا وبدون تفكير لحظة واحدة ان هناك اطفالا نائمون او كبارا بالسن او ضيوفا مقيمين بنفس العمارة حضروا للاردن ليرتاحوا وعندها يلعنون الساعة التي حضروا بها لهذا البلد. وبالشتاء تجد اغلب العمارات السكنية مسلطة مزاريب المياه على شبكة الصرف الصحي وهي التي تسبب فيضانات بالشوارع لان تلك الشبكة مخصصة لاستعمال المنازل وليس لمياه الامطار وكأن تلك التحذيرات لا تعنيهم هذا غيض من فيض وما يحصل من تكسير واعتداء ات وتخريب وحرق للممتلكات العامة التي تخدم كل المواطنين واذا لم تكن موجودة فهم الذين يطالبون بها لان تكسير مستشفى او محكمة وحرقها او مكتب بريد او مدرسة او مركز امني او اية مؤسسة مثل المؤسسة المدنية او اي من مؤسسات الدولة والتي كلها تخدمهم الا يجب المحافظة على كل ما انجز بهذا البلد وعدم تخريبه او حرقه او سرقته فعدم العبث به والمحافظة عليه هو التعبير الصادق عن انتماء اي مواطن لوطنه.