الشاهد - ربى العطار
لا يختلف اثنان على أن هذا العيد مختلف واستثنائي.
في هذا العيد لن تعد برنامج الزيارة، ولن تحتضن ابواك اذا كانا بصحة جيدة ولن تزور قبرهما اذا كانا في جوار الله.
لن يركض ابنك لخزانته لارتداء لباسه الجديدة ولن يخرج العابه وحذائه من تحت الوسادة.
هذا العيد الزمنا البيوت، وجعلنا جلساء المنزل كالنمل الذي سعى لجمع الحبوب بالصيف لينام في الشتاء .
البال مشغول فالحركة الاقتصادية تدور نصف يوم وتموت عشرة أيام، والقرارات اليومية الحكومية المغطاة بقانون الدفاع تربك حسابات الجميع، والمستقبل لا يحمل لونا مبهجا أو متفائلا.
عائلات كثيرة حرمت من العيد قبل العيد، فلا دخل عندها ولا مصدر رزق يصلها في ظل هذا الإغلاق.
صبرنا على مدار شهرين وأكثر على الاجراءات الحكومية الاحترافية، وامتثلنا لأوامر الدفاع، فحرمنا من التواصل مع من نحب وهم حولنا كذلك، ولم يكن لنا سبيل في مواجهة الأزمة إلا بالامتثال لقرارت خلية الأزمة.
لكن، يبدو للأسف أن حكومتنا قد ضيعت البوصلة وأصبحت تتخبط بقراراتها ،وأصبحنا نحن الضحية، ورغم محاولاتي لتبرير ما حدث من تهاون في الإجراءات الاحترازية على الحدود البرية إلا أنني لم أجد
كما لم أجد تبريرا لحظر شامل طويل سبقه اختلاط وازدحام لم نشهده حتى في أشد الأيام الطبيعية ازدحام.
الحكومة حرمتنا العيد وتريد أن نصدق أننا نحن الذين تسببنا بذلك كمواطنين، وأن الوعي الشعبي لا يراهن عليه.
العيد عاد، فلن نكون ناكرين لفضل الله، بأنه عاد ونحن بخير فلنحتفل في منازلنا ولنفرح بتمام صحتنا، وندعو بأن يرفع الله عنا هذا الوباء، وكل عام وأنتم بألف خير.