نظيرة السيد
كثر الحديث في الاونة الاخيرة عن بعض المسائل الحساسة التي يمكن ان تؤثر علي وحدتنا الوطنية وعلاقة الاردنيين ببعضهم البعض وحاول البعض النيل منها مستغلين الوضع الديموقراطية القائم وسقف الحريات التي يتمتع بها الاردنيون الذي لا يمكن ان نقول عنه انه كان مكبوتا وخرج كالمارد من القمقم، الحرية التي نتمتع بها والعدالة التي نعيشها لا يجب ان تدفعنا الى النيل من هذه الوحدة بل تجعلنا متشبثين بها ونبتعد عن كل ما يسيء للوحدة الوطنية وما يحاوله المغرضون الذين ينبشون في امور كثيرة حساسة اردنا لها ان تندمل وتجاوزناها بالتلاحم والمحبة حتى نستطيع ان نتصدى لكل من يهدف الى النيل من اردننا الذي وكما قال جلالة الملك سندافع عنه بكل ما اوتينا من قوة وسنقف بالمرصاد لمن يحاول النيل منه او يقوض امنه واستقراره ومحاولة النبش في الماضي واختلاف القصص والاشاعات، لن تجدي نفعا ومن لديه موقف تجاه فلان او علان فلا داعي لجعل الوحدة الوطنية حجة للنيل منه، وهذا الكم الهائل من معلومات سواء كانت حقيقية او مغلوطة لماذا لم تظهر في السابق ولماذا سكت كثيرون وليس ذلك فقط بل عملوا من اجل مصالحهم على التعتيم عليها واستفادوا من غنائم كثيرة، وعندما وجدوا انهم سيستفيدون اكثر اخذوا بالتعرض لهذه الشخصيات التي يمكن ان تكون مواقفها وتصريحاتها السابقة تتناسب مع الوضع القائم آنذاك وان مجرد اعادة النبش فيها وتداولها سوف يحدث شرخا لسنا بحاجة له ولا يفيدنا كأردنيين بشيء. المطلوب من رجالات الوطن الترفع عن هذه المهاترات وكل ما تتضمنه الوثائق المبهمة التي سكت عنها طويلا وعندما وجدت بعض الجهات ان من مصلحتها بثها والنبش فيها ووجدت من موضوع الوطن البديل مناخا مناسبا لشحن المجتمع الاردني حتى يتفرج الغرب علينا ويسعده ما نحن منشغلون فيه من تصفية حسابات اضعفت بلدانا ونالت من امنها. لكن المعادلة في اردننا الحبيب تختلف ومهما كانت مشاكلنا وقضايانا فهي لا ولن تنال من وحدتنا الوطنية وخوفنا على وطننا وقيادتنا التي لم نر منها الا ما هو في مصلحتنا ولم نعمل الا على رفعة وعزة هذا البلد وحاولت تخطي كافة الصعوبات والعقبات من اجل ان تبقى للاردن مكانته بين الامم، وهذا ما كان بالفعل فنحن دولة صغيرة بالمساحة وعدد الساكن كبيرة بالافعال الطيبة والعمل الجاد في خدمة كافة الاشقاء العرب وغيرهم وسعت دوما وأبدا الى مساندة الشعوب وعلى رأسها الشعب العربي الفلسطيني الذي تربطنا فيه وحدة الدم والقربى ولن نصمت يوما عن المناداة بقيام دولة فلسطينية على ارض فلسطين ولن نرضى كما الفلسطينيون بديلا عن ذلك وهذا حق لشعب ناضل وكافح من اجل ان يرى هذا اليوم ولن يحرم من ذلك بأذن الله تعالى واصراره ونحن نسانده على تحقيق هذا الهدف حتى وان طالت المدة، الاردنيون جميعا يعون ويفهمون ويعملون لهذا الهدف مجتمعين ولن تنال من عزيمتهم اي تصريحات مغرضة او مواقف لا تأتي عن قناعة بل بايحاءات وتلميحات من ارباب نعمهم الذين يسيرونهم كيفما يشاؤون ونقول لهؤلاء اما ان تكونوا محضر خير او تصمتوا وفي هذه الحالة صمتكم ابلغ من كلامكم.