الشاهد -
الشاهد - نظيرة السيد
نظمت شركة مصفاة البترول جولة اعلامية للصحفيين شملت كافة مراحل وخطوط انتاج الغاز وتعبئته في مقر الشركة بمنطقة الهاشمية. وقبل الجولة عقد المدير التنفيذي لشركة مصفاة البترول المهندس هاني شوش مؤتمرا صحفيا شرح فيه كافة مراحل الانتاج من ناحية نظرية وقبل ان يطلع الاعلاميون عمليا من الموقع وفي خطوط الانتاج، كما اجاب شوش على استفسارات واسئلة الصحفيين حول شحنة اسطوانات الغاز الهندية التي اثارت قلقا وبلبلة في الشارع الاردني وشكلت رعبا لدى المواطن حول ما اثارته هذه الاسطوانات من شكوك في مدى صلاحيتها للاستهلاك وانها آمنة لادخالها الى منازلنا، خاصة وان مؤسسة المواصفات والمقاييس ممثلة بمديرها العام حيدر الزبن، رفضت الشحنة جملة وتفصيلا واصرت على عدم صلاحيتها رغم ان هناك فحصا مبدئيا اجري على عينة منها وعلى اثرها ادخلت الى الاردن وها هي تقبع على ارض الشركة بانتظار (كما تؤكد الجهات الرسمية) اعادتها للتصدير وهو بالفعل ما قاله شوش للاعلاميين والذي بدوره اشار الى ان العقد مع الشركة الهندية الموردة للاسطوانات هو عقد اردني ويطبق عليه القانون الاردني اي بما معناه ان الخمسة ملايين التي دفعت ثمنا لهذه الشحنة يمكن ان تعوضها الحكومة و بعضا منها وهذا امر لم يتم توضيحه بالشكل الصحيح وما زالت الامور غامضة حتى يتم معرفة رأي الشركة الموردة لهذه الاسطوانات. النقص الحاصل في اسطوانات الغاز ومدى حاجة السوق لها ستعوضه الشركة من خلال شراء مئة الف اسطوانة غاز تركية المنشأ وستصل الدفعة الاولى منها خلال الشهر الجاري والبالغة خمسة وعشرين الف اسطوانة. شوش طمن الاردنيين على انهم في مأمن من هذه الناحية مشيرا الى ان شركة مصفاة البترول هي الجهة الوحيدة المخولة باستيراد اسطوانات الغاز وتعبئتها محليا في محطات التعبئة الثلاث الزرقاء وعمان واربد وانه يتم بشكل دوري تغيير الختم الانكماشي للاسطوانات وان هناك عطاء في شهر نيسان القادم بكلفة اربعة ملايين دينار يتضمن تغيير هذا الختم بحيث يغطي الصمام كاملا مع قاعدته وبالتالي يصعب التلاع به وهو يتكون من مواد تجعل اعادة تركيبه على الاسطوانة عملية صعبة. بعد ذلك قام شوش بمرافقة الصحفيين في جولة تضمنت كافة مراحل التعبئة والصيانة مشيرا الى ان الاسطوانات جميعها تخضع لشهادة مطابقة للفحوصات وان الشركات الصانعة تلتزم بتصنيع نحو خمسين اسطوانة كعينات اولية للتأكد من مطابقتها (وهذا ما يثير الشكوك حول الشحنة الهندية التي لم يفحص منها سوى اثني عشر اسطوانة فقط. ويبرز هنا سؤال كيف اجتازت الشركة الهندية نتائج الفحص وتم الاستيراد، اما الفحوصات التي تجرى على الاسطوانات اهمها فحص معايرة اللحام حيث يتم من خلال اجراء عملية تصوير اشعاعي لنحو عشر سنتمرات من اللحام الوسطي بالاشعة السينية للتأكد من عدم وجود عيوب في اللحام ثم تخضع الاسطوانات للضغط بواسطة الماء بضغط مقداره (34) بار ويتم رفض الاسطوانات التي يتسرب منها الماء بعد ذلك يتم تعريض الاسطوانات الى ضغط مقداره (45) بار للتأكد من تمدد الاسطوانة بمقدار لا يزيد عن 10٪. وفي نهاية الجولة اطلع شوش الاعلاميين وبطريقة عملية على فحص التفجير على عدد من الاسطوانات حيث تم تعريض اسطوانة بضغط عالي مما ادى الى انفجارها مما يعني ان الاسطوانة لا يجب ان يقل ضغط الانفجار عن 35 بار بحسب المواصفة الاردنية و67,5 حسب مواصفة مصفاة البترول هذا بالاضافة الى مراحل كثيرة تمر بها الاسطوانات للتأكد من سلامتها وآلية تعبئتها وصمام الامان للحد من التلاعب والسرقة حتى تصل الى المستهلك بصورتها الطبيعية. هذه الجولة نستنتج منها ان المصفاة ارادت ان تطمئن المواطن الاردني الذي برزت لديه الشكوك حول مدى سلامة عملية استيراد وتعبئة الاسطوانات خاصة بعد الشحنة الهندية لكن ما شاهده الاعلاميون يدل على مدى حرص القائمين على مصفاة البترول على سلامة المواطن خاصة وان هذه مادة خطرة تدخل كل بيت ولا يمكن ان نستغني عنها في حياتنا اليومية وهم يعملون كما لاحظنا بظروف صعبة وجهد مكثف لتعبئة هذه الاسطوانات بطريقة نقول عنها انها قديمة نوعا ما (بدائية) ولم يتم تحديثها وتطويرها منذ سنوات