النقابي : ابراهيم حسن القيسي

تقف مذهولا متعجبا وانت ترى رجلا اصلع يتحدث بكل ثقة وهو يروج لزيت عجيب كما يدعي مضمون الفاعلية في اعادة انبات الشعر المتساقط ، يؤكد الاصلع صاحب الاعلان والمقولة على ان الامر ما هو الا فترة زمنية قصيرة لتصبح ايها المشاهد من الخنافس واصحاب الجدائل ، انت تشاهد ذلك الاصلع ثم تنظر الى رأسه وتتوقع ان يطل عليك بعد برهة وهو يسرح شعره ، لكن الاعلان ينتهي ويبقى الاصلع على صلعه دون ان ينبت له شعرة واحدة في المساحة الجرداء من رأسه ، بعد ذلك تبدأ بالبحث عن مسمى عن هذه الحالة أهي سذاجة ام سناجة ام وقاحة واستخفاف بعقول الناس ، ثم يخرج عليك اصلع اخر ليس من الشعر بل من اي مقومات سياسية ليؤكد لك وللمشاهدين والسامعين ان القدس ستكون قريبا عاصمة دولة فلسطين ، بيمنا ترى ذلك الاصلع سياسيا لا يحمل بندقية او اية شارة تدل على نية للقتال او الخصام وكل ما هنالك قلم مذهب في جيبه وربطة عنق من افخر الانواع توحي ان صاحبها اقرب ما يكون من المطربين ، ثم يخرج علينا اصلع اقتصادي يؤكد ان الاقتصاد في احسن الاحوال هذا يكون اصلع التفكير خالي الذهن والعقل من الابجديات الاقتصادية ثم هناك دراسات وتوصيات يعدها صلعان للحد من العنف المجتمعي وحوادث الطرق هؤلاء صلعان من كل شيء الا من التنظير والقدرة على الصرف المفرط على الندوات ، كلام وخطط كلها صلع غير مجدية لا تنبت شعرا او انجازا مع ذلك يبقى مسلسل الصلع مستمرا في عالمنا العربي بلا توقف ، وفي نفس باب الصلع هناك حديث مصلع لمفكرين لا ينبت ولا ينتج شيئا عن مستقبل مزهر ومشرق للمنطقة بينما الدماء تسيل في الاقليم بلا توقف نتيجة للقتل الدموي لدرجة ان هذه الدماء سترفع مخزون المياه الجوفية تعويضا عن الانحباس المطري في هذا الاقليم المشتعل ، وقد يأتي يوم يصبح فيه موزنا وشمامنا احمر قانيا نتيجة لحديث الصلع ومشاريع الصلع وافكار الصلع الوهمية الغير مستندة لواقع ملموس ، افكارنا بائسة وخططنا لا تجدي نفعا ولا تنبت شعرا وفي عالمنا العربي بائعو الامشاط مصابون بالكساد وبوار السلع ، لا شيء امامك ايها العربي سوى الخواء والهواء المعبق برائحة القتل والضياع والفراغ والصلع والاجواء لا تشجع الا على التزلج على الصلع دون ان تشعر بخطر الاصدام بشيء ذو قيمة ، الا يتذكر القراء تلك الفترة التي تسلم فيها الصلعان زمام الامور في هذا الوطن حيث نتج عنها بيع انجح مؤسسات الوطن بأبخس الاثمان تحت باب الخصخصة ، وهذا الحديث جاء مقتبس بعد قراءة مقدمة الفشل العربي في باب الصلع . ibrahim_alqaisy@hotmail.com