النقابي ابراهيم حسين القيسي
لن تسمح إسرائيل بعودة لاجئ واحد ممن هجروا في نكبة فلسطين عام 48 حتى لو فاوض المفاوضون الى قيام الساعة , العملية ليست خاضعة لبراعة أو ضعف أو قوة المفاوض العربي انما هي عقدية صهيونية مبنية على كسب الوقت و فرض سياسة الامر الواقع على شعب فلسطين وأمة العرب , العربي الذي فاوض و الذي لا زال ممسكاً بتلابيب طاولة المفاوضات يعلم انه لا سلام هناك ولا عودة لكنه في كل الحالات كمريض السرطان يقترب من الموت ببطء ويدرك أنه لا فائدة من العلاج , لا ندري على ماذا أو الى ماذا يستند المفاوض العربي المسرطن بالضعف و السلام فهذه أقوى الدول العربية إما تفككت أو تحللت أو انها في الطريق الى التحلل و الاقتتال الداخلي , اي مفاوضات وأي سلام و القتل و التدمير في أغلب عواصم دول الارتكاز العربي و الاسلامي بينما إسرائيل المحتلة للأرض و الشعب تنعم بالهدوء و السلام و الرفاه كما أنها تستطيع أن تفعل ما تريد وما تشاء و هي على يقين أنه لن يصيبها اي مكروه باستثناء بعض بيانات الرفض و الاستكار و الشجب التي تكتب على ما يبدو بالحبر الاسرائيلي و على خجل , لقد فتك الأسد الصهيوني بكل الثيران بعد أن أكل الثور الابيض يوم نكبة فلسطين ولا زال هناك من يتكلم عن السلام وحق العودة , أشرف الخلق عندما خرج من مكة مهاجراً كان سراقة وسيوف أبو جهل وأبو لهب في أعقابه لكنه عاد اليها وسيوف المسلمين والصحابة مشرعة في وجه الكفار وعبدة الاصنام والمهزومين , من خرج يوم النكبة من فلسطين وفي أعقابه النار والبارود والمتأمرون لن يعود اليها بسلام او مفاوضات وان عاد سيعود خلف النار و البارود , من جاءوا من شتات الارض الى فلسطين محتلين وغاصبين بالقتل والتدمير والاقتلاع والتشريد لم يحضروا لهذه البلاد للمفاوضات ولعقد إتفاقيات السلام لقد جاءوا من أجل تحقيق نبوءة مزعومة وإنشاء دولة و للإنتقام من أهل البلاد ولا غير ذلك , القبول بالمفاوضات والسلام المزعوم و الدفع بإتجاههما هو تعبير صادق عن حالة العجز والذل والهوان والتبعية وفقدان الإرادة واسباب أخرى يعلمها الجميع , أما خطة كيري فهي فقاعة للتسلية كخطة روجرز وكسننجر وكارتر والخطط الاخرى التي لا حصر لها هناك أمر واقع على الأرض هو أن اسرائيل في أحسن الحالات و العالم العربي يعيش فصلاً ربيعياً مدمراً وستنفد كل قواه وإمكانياته وقريباً قد تهدم القدس برمتها وتباع أحجارها تذكارات في بازارات العالم وإن كان هناك رهان فقد سيكون على الشعوب العربية عندما تصحو من حالة فقدان الوعي والحديث على السلام وحق العودة مضيعة للوقت وهذيان وسيراً نحو الموت البطيء . ibrahim_alqaisy@hotmail.com