المحامي موسى سمحان الشيخ
دوافع العمل العربي التقليدية منذ الخمسينات تقريبا تمثلت في عدة دول عربية لعل اهمها: مصر، سوريا، والعراق واضيفت لهذه الدول الجزائر بعد استقلالها ولم تكن يومها اليمن وليبيا بعيدتان عن المشهد، ونتيجة للخط السياسية لهذه الدول كدول قومية تقدمية لعب الموقع الجيوسياسي دوره سيما والجامع المشترك بين هذه الدول الموقف من الاستعمار وقضية فلسطين والاصلاحات الاجتماعية واسمها الحركي يومذاك الاشتراكية هذا بالاضافة لمناكفة بقية الدول العربية الاخرى المسماه يومها بالرجعية ودار الزمان، وحصلت متغيرات سياسية واجتماعية ودولية مذهلة فماذا حل بهذه الدول؟ سؤال بحاجة الى مجلدات، نظرة سريعة على عواصم القرار في هذه الدول، فالقاهرة مشغولة بنفسها ومهماتها اليومية تكاد تنحصر في مطاردة الاخوان، وشيطنة غزة وتجويعها، وتلميع المشير - الذي لم يحارب يوما - وتلميع صورته كرئيس قادم لمصر بدون دور عربي او حتى افريقي وعلى النيل السلام كل هذا يتم وسط احتراب داخلي لم تشهده مصر يوما وفي سوريا وعاصمتها دمشق، يخوض النظام معارك شرسة ضد مجموعات المعارض السورية من جهة وضد داعش والنصرة وغيرهما باسناد طائفي قوامه حزب الله ومجموعات كثيرة قادمة من العراق وسواه، معركة قذرة اعادت سوريا الى ما قبل العصور الوسطى وشردت وقتلت الكثير من الشعب السوري، في سوريا يختلط الحابل بالنابل، اما في بغداد عاصمة الرشيد فهناك حكم طائفي يخضع في توجهاته لايران وامريكا وافلح تماما في تشريد وتقسيم العراق الى شبه دويلات، لقد غاب التصنيف القومي ليحل محله التصنيف الطائفي والمذهبي، صورة قاتمة جدا اما الجزائر - كسائر بلدان المغرب العربي اليوم - لم يعد لديها اي دور تلعبه سواء اكان عربيا او في مجموعة افريقيا ودول عدم الانحياز، جنرالات همهم: الاستيراد والتصدير، وخصومات سياسية فائقة الوصف ومع هذا فالربيع العربي بحاجة الى جهود وزمن طويلين ليأتي اكله.