رمضان رواشدة
تشير التصريحات الحديثة لمختصي علم الأوبئة في العالم ان جائحة فيروس كورونا لن تختفي قبل شهر تشرين الثاني (نوفمبر) القادم، وانه ما لم يكتشف لقاح للفيروس فسيبقى موجودا وربما تزداد فاعليته بشكل مختلف. وهذه التصريحات تحيلنا إلى انباء اخرى مفادها أنه ما لم يصب الفيروس أكبر عدد ممكن من الناس ويبدأ بعدها المنحنى البياني بالهبوط ويكتسب الناس منعة ضد العدوى فإن الفيروس سيظل يضرب في اربع جهات المعمورة.
وفي حالتنا الأردنية المتميزة فقد تمت السيطرة على الوباء حتى الآن نتيجة اجراءات وزارة الصحة والحكومة التي قلّلت حجم الاصابات ولكن تصريحات الناطق باسم لجنة الاوبئة د. نذير عبيدات اكدت ان عدد الحالات مرشح للظهور بشكل اكبر مع بداية عودة الطلبة الاردنيين والمواطنين الذين يعيشون في مناطق ودول موبوءة بالفيروس. وتشير الارقام إلى أن أكثر من 25 الف شخص سجلوا للعودة إلى الأردن لغاية يوم امس سيتم الحجر عليهم في فنادق في عمان والبحر الميت لمدة 17 يوما.
والسؤال الذي نواجهه جميعا هو ما العمل؟ وما هي اجراءاتنا لليوم التالي بعد انتهاء الازمة او لنقل بعد السيطرة على الوباء بحيث لا يتبقى الا حالات فردية كل يوم او مصابون قادمون من الخارج؟
لقد وجه جلالة الملك الحكومة الى العودة التدريجية لوسائل الإنتاج المختلفة من مصانع ومعامل وشركات انتاجية غذائية وطبية وغيرها وها هي الحكومة تقوم بالتخفيف على مصادر الانتاج لتعود العجلة الاقتصادية من جديد مع موازنة ذلك باجرءات صحية بتوجيه مباشرة من وزارة الصحة الاردنية وضمن شروط التباعد الاجتماعي وتخفيف مظاهر التجمهر،كا قامت الحكومة برفع الحظر عن محافظات الجنوب الاربع ثم محافظة المفرق وسيليها الزرقاء ومادبا والبلقاء واربد واخيرا عمان اذا بقيت الحالات تراوح في العدد المقبول.
لغاية الآن فإن ما تم اتخاذه من اجراءات حكومية مقبول في سياق الحرب على هذا الوباء الذي لم تسلم منه بلد وتفشى بصورة مريعة في كثير من دول العالم.
ولكن السؤال الذي سيبقى هو ماذا اعددنا لليوم التالي؟ أو لحين ظهور لقاح يحمي المجتمع ويعطيه مناعة من هذا الفيروس؟
وعليه لا بد لخلية الازمة الحكومية والمركزالوطني للأمن وإدارة الازمات ووزارة الصحة من وضع قيود صارمة -وليس المراهنة على ترك المواطن يعي ذلك وحده - من بينها تغيير العادات مثل اقامة الولائم الكبيرة والتجمعات للاعراس والاتراح والتخلص من عادة التقبيل غير المحببة بالاصل وغيرها من شروط واجبة لحماية المجتمع من موجات ظهور جديدة للفيروس في حال فتحت المدن الكبيرة وعادت الحياة الى طبيعتها وعادت دورة راس المال الى الانتاج.
لسنا وحدنا، ولسنا وحيدين في العالم في مواجهة هذا الوباء، بل هناك تصميم وتحالف عالمي لهزيمة هذا المرض، ولذا علينا في الأردن أن نستعد لمرحلة النفس الطويل ونوّعي المجتمع عبر وسائل الاعلام المختلفة وان نغير من عاداتنا الاجتماعية لنحمي انفسنا من القادم المجهول ويكون لدينا الاستعداد لكل خطوة قادمة.