الشاهد -
ام نضال: عجوز تعيل ابناء ولدها المصاب بالصرع
الشاهد-فريال البلبيسي
ضمن الحالات الانسانية التي تتابعها الشاهد اسبوعيا كانت من منطقة التاج التابعة للعاصمة عمان وطرقنا بابا تلو باب وسمعنا قصة تلو قصة حول ما تعانيه هذه الاسر من آلام الجوع والفقر هذه الاسر تعيش محرومة من ادنى مقومات الحياة وخصوصا اذا كان رب الاسرة يعاني امراضا عديدة تجعله لا يستطيع العمل لاعالة اسرته. هذه الاسر التي نطرق بابها ونسمع شكواها ومعاناتها مع الفقر لا تجد كفاف يومها ولا ما تدفىء به ابناءها في فصل الشتاء القارس ولا طعاما يدفىء قلوبهم التي ترقص بردا هذه العائلات لا تجد قلوبا رحيمة تطرق بابهم وتسأ ل عن احوالهم وتمد لهم يدا تساعدهم ولو بأقل القليل. في هذا العدد طرقنا ابوابا لاسر ليس مثل كل الاسر فهم لم يعرفوا طعم السعادة او الفرح لعدم تحقيق اماني اطفالهم ولا في اي مناسبة كالاعياد او دخول المدارس فالاطفال يحلمون وينالون ما يتمنونه لكن هؤلاء لايأخذون ما يتمنونه.
الحالة الاولى
طرقنا باب الحاجة ام نواف والتي كانت تعاني امراضا عديدة حيث لا تستطيع الحراك كثيرا في منطقة التاج وكان المرض قد انهكها واتعبها فوق تعب الظروف الاقتصادية السيئة التي تعاني منها وكانت الغرفة التي استقبلتنا بها باردة جدا مما اساء لصحتها اكثر. حيث قالت ان الله ابتلاني بامراض مزمنة منذ سنوات وكذلك ولدي نواف الذي يعاني امراضا عديدة جعلته غير قادر على اعالة ابنائه الثلاثة الذين ما زالوا بحاجة الى مصاريف مالية اضافية كل يوم ووالدهم يعاني من الروماتزم بالعظام والدم وهزال عام بجسمه يجعله طريح الفراش لا يقدر على الوقوف كثيرا وزوجته هي الاخرى مريضة ولديها مرض الضغط والسكري وايضا التهاب حاد بالعظام وولده الاكبر نايف يعاني من التهاب رئة مزمن منذ صغره، وقالت ان الجميع بالعائلة مريض ويعاني اوجاعا مرضية لازمتهم مثل ظلهم. واكدت الام الحزينة على مصابها بابنها وعائلته وقالت منذ اصابة ولدي بهذه الامراض والحياة انقلبت رأسا على عقب. فلم يستطع ولدي ان يؤمن خبز ابنائه ومتطلباتهم المعيشية وقالت الحاجة فولدي وزوجته وولده بحاجة الى علاج دائم لمرضهم وهم لا يستطيعون تأمين كشفية الطبيب والدواء الذي يجب ان لا ينقطع عنهم حتى لا تسوء حالهم وكذلك وضعي مثل وضعهم بالنسبة للدواء والعلاج فانا احوالي مرهونة معهم. وقالت ان ولدي حزين جدا عندما يرى ابناءه يتطلبون مثل ابناء جيلهم وهو عاجز عن تلبية ما يريدون فابناء ولدي عندما يعودون من المدرسة يخبرونني بانهم يشاهدون زملاءهم يرتدون ملابس جميلة ويحلمون ان يكون عندهم مثلها ويحلمون بمصروف لا يستطيعون حمله بل غالبا ما يذهبون بدون حمل اي مصروف لهم وقالت نحن في فصل الشتاء والبرد القارس دخل بيوتنا وعشعش في جدرانه وناشدت الحاجة اهل الخير الوقوف بجانب ولدها وعائلته كما ناشدت صندوق المعونة الوطنية بان تعطف على ولدها وتصرف لهم راتبا شهريا يغنيه عن السؤال. ونحن نقول ان نواف بمرضه هذا عنده ما يثبت حالته الصحية وهو يستحق راتبا من صندوق المعونة الوطنية
الحالة الثانية
طرقت الشاهد باب الحاجة ام نضال والتي تعيش مع ولدها نضال وابنائه الثلاثة والذين يعانون ظروفا مرضية وضائقة مالية سيئة جدا بعد ان اصيب ولدها بامراض عديدة حيث قالت الحاجة ام نضال ولدي والد لثلاثة ابناء ونعيش ظروفا مالية صعبة بعد ان اصيب ولدي بنوبات صرع ومرض نفسي اقعده عن العمل فهو لا يستطيع الخروج للعمل وممارسة اي نوع من الجهد فهو يقع ارضا فاقدا للوعي، واكدت الحاجة ان زوجته لم تتحمل مرض ولدي حيث تركت ابناءها عندي وطلقت من ولدي غير عابئة بابنائها كما هي ايضا مصابة بمرض نفسي ووجدنا ان يترك كل منهما الاخر وقالت انا عجوز مريضة لا استطيع على القيام بعبء رعاية ولدي المريض وابنائه الصغار الذين ما يزالون بحاجة الى رعاية فهم اطفال متطلبون ولا يعرفون ان والدهم لا يستطيع تحقيق مطالبهم هذه. واضافت انني مريضة واعاني من السكري والضغط وروماتزم العظام وربو بصدري ولا استطيع الحراك ونحن في فصل الشتاء القارس واطفال ولدي لايوجد عندهم ما يتدفأون به ولا يجدون الحساء الساخن والطعام الجيد الذي يدفىء قلوبهم الصغيرة. وقالت انني ابكي كثيرا على حمل حملته فوق طاقتي فانا عجوز مريضة وولدي شاب مريض يتألم امامي وقلبي لا يتحمل ان اراه هكذا وما يزيد الالم رؤية اطفاله وهم يسألونه عن عجزه التام تجاه مطالبهم وقالت ان ولدي اصبح عليه ديونا كثيرة وباع كل ما لديه من اثاث من اجل نفقات ابنائه ليرى البسمه على وجوههم الحزينة. واضافت ان قلبي يحترق الما وانا ارى ولدي تدمع عينيه الما وناشدت الحاجة اهل الخير الوقوف بجانب عائلة ولدها المريض وقالت نأمل من صندوق المعونة الوطنية تأمين راتب شهري لي ولولدي المريض لان الشروط تنطبق على حالنا ولا نعلم لماذا صندوق المعونة يعطي اشخاصا غير مستحقين ويتناسى ويتجاهل من تنطبق عليهم الشروط القانونية. ونحن بدورنا نطالب صندوق المعونة الوطنية ان يسمع شكاوى ما يرد عبر صفحاتنا ويبادر بالاتصال بهذه العائلات التي تساهم صحيفتنا بالكشف عنها لتضعها على طاولة المسؤولين