بقلم الكاتب والمحلل الأمني د. بشير الدعجه
ازعجني كمواطن فيديو الاعتداء على رجال الأمن العام من قبل عدد من الأشخاص الذين نهالوا عليهم ضربا شتماً وتحقيراً بألفاظ تعكس بيئتهم المنزلية التي تخرجوا منها... ولم يقتصر الأمر على رجال الأمن العام بل تعدى ذلك إلى رب الثقلين عز وجل... إضافة إلى إلحاق اضرار مادية ببعض المنازل كما شاهدت وأضرار معنوية ونفسية لسكان الحي ورجال الأمن العام بكلمات سوقية صعلوكية مشمئزة..
الذنب الذي ارتكبه رجال الأمن العام هو محاولة (ضبّ) هؤلاء الأشخاص في منازلهم عند سريان حظر التجول... ذنب نشامى الأمن العام هو حماية هذه الفئة المستهترة من وباء عظيم خرَّت له أقوى الدول وأعظمها ورفعت راية الاستسلام له وأوكلت أمرها إلى رب السماء والأرض... الرب الذي خلق هذه الزمرة الضالة وكفرت به علانية وامام مرأى الجميع وعلى مسامعهم...
رجال الأمن العام لم يحملوا اسلحتهم الفردية لبث الطمأنينة في نفوس المواطنيين... رجال الأمن العام قادمين إليهم للسهر عليهم وأسرهم وفرض حظر تجول على فايروس كورونا... والكمن له... وإلقاء القبض عليه قبل أن يفتك بهم وعائلاتهم.... رجال الأمن العام خرجوا من ثكناتهم إليهم مضحين بصحتهم وارواحهم ليحموهم وينجوا بهم من وباء لايرحم...
أن هذه الزمرة الخارجة عن القانون لابد من معاقبتها بأشد العقوبات... فمن يعتدي على رجل الأمن العام وبهذه الظروف وقانون الدفاع... هو مجرم من درجة خطير جدا... لديه الاستجابة ان يرتكب اية جريمة بحق الوطن والمواطن دون تردد... بل يتحين الفرصة ليعيث بالأرض والوطن اجراماً وتنكيلاً ورعباً... فاليد التي امتدت على رجال الأمن العام لابد من كسرها بالقانون وأمام الناس جميعاً..
الأمن العام مطالب بالقاء القبض عليهم جميعا... وعلى قضائنا العادل تطبيق قانون الدفاع عليهم وبأشد مواده القانونية ... لا تأخذه بهم رأفة ولا رحمة...
الأمن العام مطالب بفرض هيبته بالنار والحدبد على الصعاليك أينما كانوا وحلوا.... على المارقين والخارجين عن القانون والاعراف...
نحن كمواطنيين نتأذى ونستشيط غضباً عند الإساءة لرجال الأمن العام... من قبل صعاليك وانصاف الرجال... الجبناء الذين يحتمون بزقاقهم واوكارهم للاعتداء على رجال الأمن العام...
اننا نخاف عليهم من نسمة هواء غادرة... نحافظ على تواجدهم بيننا... فهم البلسم لجروحنا النفسية الذي أحدثها وباء كورونا... ننظر اليهم من شرفات ونوافذ منازلنا ليلاً لنبعث الطمأنينة والسكينة في قلوبنا وقلوب أطفالنا... نكحل عيوننا يومياً برؤيتهم ... نشعر بوجودهم بقوتنا وعنفواننا ولانخاف كورونا وعشيرة كورونا...
الزمرة التي اعتدت على رجال الأمن... زمرة خطيرة... زمرة أشد خطورة من وباء كورونا على أمن الوطن والمواطن... يجب ان تكون عبرة لكل متطاول او يفكر بالتطاول على رجل أمن عام... لابد أن (تصور اعلامبا) عملية اعتقالهم لحظة بلحظة وتنشر عملية الدهم على وسائل الإعلام كافة... نعم ليكونوا وثيقة جرمية يرجع إليها كل من تسوله نفسه الاعتداء على رجل أمن عام...ويجب على الامن العام تطبيق اصول القبض بحذافيرها اثناء عملية المداهمة والقبض... وذلك لترك اثر نفسي لكل من يشاهد المادة الفلمية (للقبض) ممن اعتاد او لديه نية جرمية مستقبلية للاساءة لرجال الأمن العام... وأيضا ارسال رسالة صريحة وشديدة اللهجة ان الأمن الأمن العام قادر على القاء القبض على اي صعلوك مجرم يُسيء لأبنائه.. ولا تهاون او تعاطف معه... كذلك إعادة الاعتبار للقوة التي تعرضت للاعتداء ورفع معنوياتهم ومعنويات بقية زملائهم وان الأمن العام لا ولم ولن يسمح بالاساءه لمنتسبيه.. وان من يقدم على ذلك سيتعرض لأشد الإجراءات القانونية التي سمح بها القانون لرجال الأمن العام لإتخاذها...
سياسة الأمن الناعم طُبقت في ظل ظروف سابقة دعت الحاجة إلى السير بها... وقد استغلها المجرمون والصعاليك والزمر المستهترة مما شكلت نقطة ضعف لدى رجل الأمن العام عند تنفيذ واجباته القانونية... لذلك سياسة الأمن الناعم تجدي نفعاً مع المواطن السوي الملتزم بالقانون وليس مع صعاليك وخارجين عن القانون... هؤلاء يجب تطبيق القانون عليهم نصاً وليس روحاً...
نحن كمواطنيين كلنا امل وثقة بالجنرال حسين باشا الحواتمة... الذي فرض احترامه ووجوده بعمله وانجازاته وانسانيته وبات قريبا جدا من قلب كل مواطن.... ان يرد الاعتبار لطاقم الدورية عمليا ومعنويا.... فمعنوياتهم وكرامتهم من كرامتنا ومعنوياتنا... ومادام ابناء الأمن العام منتشين بالمعنويات والثقة العالية نحن نستمد عزمنا منهم خاصة في ظل هذه الظروف الاستثنائية....
واتمنى على الجنرال الحواتمة ان يكرم طاقم الدورية لشحذ هممهم وهمم زملائهم الذين هم بأمسّ الحاجة لمثل هذا التكريم ورفع المعنويات في ظل ظرف استثنائي ارخي ظلاله المخيفة على العالم اجمع وتنفيذهم لواجبات في غاية الخطورة مع وباء لايرحم... وللحديث بقية.