أ.د.محمد طالب عبيدات
كان جلّ فحوى إجتماع معالي الأخ الأستاذ الدكتور محي الدين توق وزير التعليم العالي والبحث العلمي مع الزملاء رؤساء الجامعات الخاصة يدور حول تدبّر أمر رسالة التعليم العالي في زمن فايروس كورونا؛ هذا الوباء الذي وجّه مؤسسات التعليم العالي قسراً للتعليم عن بُعد والعمل أيضاً عن بُعد من قبل العاملين في هذا القطاع الحيوي لتستمر الحياة الجامعية؛ ووجه معاليه الجامعات لتكون أكثر مرونة وإستثنائية في ظرف إستثنائي على سبيل إستمرار العملية التعليمية بيسر وسلاسة دونما أي معوّقات؛ وحل مشاكل الطلبة وتوفير الممكن لهم؛ ومع ضرورة تحويل التحديات إلى فرص كما حدث والتعليم الإلكتروني الذي بات نموذجاً يحتذى وسجّل نجاحاً للجامعات على كل الأصعدة مع ضرورة إستمرار تقييمه وتطويره وفق مقتضيات الحال:
١. قطاع التعليم العالي جهة ضخ الكفاءات الوطنية الكفؤة صوب مواءمة التنمية الإدارية ومتطلبات سوق العمل؛ والتي من خلالها بات الأردن مركزاً إقليمياً لحاجات الألفية الثالثة في مختلف التخصصات العلمية وغيرها.
٢. حديث معاليه إنصبّ على التعليم الإلكتروني وتقييم التجربة؛ وتضحية وإرتقاء كل الجهات للمسؤوليات الوطنية في سبيل الوطن؛ وإيجاد حلول إبداعية لتعويض الطلبة لكبح جماح تمديد الفصل الدراسي؛ ومسألة ضبط الحضور والغياب لدى الطلبة؛ والثقة برؤساء الجامعات ومسؤوليتهم ومساءلتهم؛ وتعديل التشريعات الناظمة للتعليم الإلكتروني؛ وضرورة الإبقاء على الفصل الصيفي؛ ومنح التصاريح اللازمة للعاملين بالجامعة لإستمرار العمل فيها إبان أزمة كورونا؛ ومراعاة ظروف الطلبة في بيئة التعليم الإلكتروني؛ ووضع حظر التجوال؛ وتأجيل الإمتحانات إبان الأزمة؛ ومراعاة ظروف الطلبة الوافدين؛ وغيرها.
٣. مداخلات كل الزملاء رؤساء الجامعات الخاصة؛ وأتشرّف بأن كنت أول المتحدثين منهم؛ المداخلات إنصبّت على شكر الدولة الأردنية لحُسن التعامل وإدارة ملف أزمة كورونا؛ نجاح تجربة التعليم الإلكتروني والتعليم عن بُعد؛ وضرورة وضع تشريعات ناظمة للتعليم الإلكتروني والتعليم عن بُعد؛ وعدم تأجيل الفصل الحالي والبت لاحقاً في تمديده في الحد الأقصى لأن التعليم الإلكتروني أثبت نجاعته؛ وضرورة إلزام الطلبة بالحضور عن بُعد إبّان الأزمة؛ وعمل مبادرات لزيادة السرعات وحزم الإنترنت للطلبة بالتعاون مع شركات الإتصالات؛ والإبقاء على الفصل الصيفي؛ وتشكيل لجان لقياس جودة برامج التعليم عن بُعد والتدقيق عليها؛ ولوجستيات طلبة السكنات؛ وضرورة إيجاد آليات واقعية للإمتحانات؛ وتنوع تطبيقات المنصات التعليمية؛ ومنظومة البنية التحتية للتعليم الإلكتروني؛ وغيرها.
٤. بمبادرة من جامعة جدارا وافقت الجامعات الخاصة كافة على أن تضع أساطيل نقلها بتصرف الحكومة في حال الطلب؛ وذلك مساهمة من الجامعات الخاصة في الجهد الجمعي الوطني المترادف كجزء من رد الجميل للوطن الأشم وليكون ذلك في ميزان مواطنتها على سبيل الواجب الوطني.
٥. بطلب من معالي وزير التعليم العالي بادرت الجامعات كلها بوضع ورقة عن التعليم الإلكتروني تتضمن تصوّر للتحديات والإشكاليات والمخاطر وكذلك الحلول المقترحة؛ إذ كان هنالك ضرورة لوضع أدلة إرشادية وتوعية وورش للتدريب ورفع مستوى المواد التعليمية وزيادة السرعات للإنترنت وتوفير بيئة إلكترونية متكاملة وتطوير منظومة التعليم والتشريعات الناظمة وإلزام الطلبة بالحضور وترتيب الإمتحانات والإستفادة من تجارب الغير وتحسين بيئة الإنترنت والإتصالات بالتعاون مع وزارة الريادة والإقتصاد الرقمي؛ وغيرها.
٦. هنالك تفهّم من قبل الجميع بضرورة التركيز على دعائم التعليم الإلكتروني الثلاث في المحتوى والتطبيقات والتدريب؛ ولذلك مطلوب من الجامعات تحسين نوعية المحتوى الأكاديمي لكل المواد؛ ومطلوب تنوع التطبيقات الحاسوبية التعليمية والتي بات جلها يستخدم الذكاء الإصطناعي بالصورة والصوت والمحتوى والتقييم وغيرها؛ والتدريب ضرورة لكل المشاركين في العملية التعليمية التعلمية لغايات رفع سويتهم على سبيل التعليم المستمر.
٧. إتفق الجميع على أنه في حال ضمان أن الطلبة يتعلموا بالقدر الكافي بالتعليم الإلكتروني من الكمية والنوع فلا داعي لتمديد الفصل؛ وضرورة تقديم تقارير أسبوعية عن سير وتقدّم التعليم عن بُعد؛ وإيجاد بروتوكول مكتوب عن التحديات والفرص للتعليم عن بُعد من خلال التشبيك بين رؤساء الجامعات وفق الأقاليم والتخصصات وغيرها.
٨. مطلوب إنجاح تحويل تحديات أزمة كورونا في التعليم العالي إلى فرص؛ وهذا فعلاً ما يتم على الأرض في الجامعات الأردنية الرسمية والخاصة؛ ونجاح مؤشرات التعليم الإلكتروني سيفرض علينا اليوم قبل الغد لجعله رويداً رويداً ضرورة لا ترفاً أو بديلاً فقط إبان الأزمات؛ وبالطبع نحتاج هنا لتعديل بعض التشريعات لغايات الإعتمادية والجودة ومتطلبات هيئتها.
بصراحة: نفخر بما وصل إليه مستوى التعليم العالي الأردني وبمخرجاته وجودته وقواه البشرية وأدواته وبيئته ولوجستيات وإدارته؛ ونتطلّع لإدخال طرائق وأدوات ونماذج وبرامج جديدة له وربما أولاها التعليم الإلكتروني والتعليم عن بُعد والتشبيك مع جامعات عالمية لهذا الغرض لتكون جامعاتنا فعلاً مراكز وطنية للتعليم والفكر والتقنية والتكنولوجيا وريادة الأعمال وضخ الكفاءات للأسواق المحلية والإقليمية والعالمية وفق الرؤى الملكية السامية.
صباح التعليم عن بُعد