المحامي موسى سمحان الشيخ
ذروة المأساة في عالمنا العربي اليوم هو هذا الاقتتال الرهيب الذي يجري على امتداد الرقعة العربية ويأخذ ابعادا طائفية ومذهبية واثنية وعشائرية وكأن الامة العربية لا يكفيها ما يفعله العدو الاسرائيلي وظهيره الاميركي والغربي بنا هذا بالاضافة للتخلف والفقر والبطالة وبطش الانظمة وقمعها للمواطن العربي هذا دون ان ننسى الفساد بكافة صيغه واشكاله، نعم الارهاب اليوم بفعل هذا الاحتراب الدامي طال كل شرائح الامة من سنة وشيعة ومسيحيين فاليوم لا احد مع احد، ولا احد يثق باحد، وحينما اطل الربيع العربي في بعض الاقطار العربية، حينما لاح فجر جديد، بقعة ضوء يمكن ان يبنى عليها تداعت الانظمة القطرية والاقليمية وبتحالف دولي خفي او ظاهري لاستئصال بارقة الامل هذه، وها نحن نشهد ترنح انظمة الربيع العربي وها نحن نشهد العودة الى المربع الاول، اليوم قيم النظافة والتسامح والمواطنة ورؤية الاخر والتعامل بأريحية اطاح بها بعض الحكام قصار النظر والرجعية والفلول واجهز عليها هذا الارهاب الظلامي، فحينما يهجر اكثر من سبعمائة الف مسيحي عراقي الى بلدان الغرب ولا يبقى في العراق سوى اقل من اربعمائة الف مواطن، وحينما يستمر الذبح على الهوية وفقا للطائفة او المذهب، حينما لا يبقى اي واحد فينا في مأمن على حياته ورزقه ومعتقده ومسكنه فماذا يمكن ان نسمي ذلك سوى العودة الى اسوأ انواع العبودية والاسترقاق، قوى جاهله، جهنمية صغيرة، تمتلك السلاح وتستخدمه بوسائل بدائية وفتاكة اليست هذه ثقافة الكراهية؟ اليست هذه صيرورة الافلاس للقوى التي لا ترى من المستقبل سوى القتل والدم، لماذا وصلنا الى هذا الدرك؟ لماذا يتقدم الناس في القرن الحادي والعشرين ونعود نحن الى الوراء؟ لماذا .. ولماذا، ايها الناس دمكم عليكم حرام، والدين اي دين لا يقول بهذا ولا يقبل هذا والاسلام بريء من كل هذا.