النقابي ابراهيم حسين القيسي
أكثر المسؤولين من مدراء كذلك أصحاب القرار الذين لهم تماس مباشر مع المواطنين وحاجاتهم , قد تكونت لديهم حالات نفسية سلبية إتجاه المواطنين الذين باتوا يرون في المسؤول عدوا يتربص بهم , عزز ذلك الشعور لدى الناس تردي اوضاعهم المعيشية بحيث أصبح المواطن يشكل للمسؤول صاحب الشعور السلبي عبئاً و مصدراً للإزعاج هذا ما جعل اي مسؤول ينظر للمواطن صاحب الحاجة أو المظلمة على أنه من الممكن أن يسبب له إزعاجا وكدرا , لذلك تجد المسؤول يبتكر و يخترع الاساليب من أجل التخلص من المواطن منذ المقابلة الاولى , كل ذلك تخوفاً على كرسي المسؤولية الذي حصل عليه المسؤول بعد جهود جبارة و قفزات خطيرة مما يجعله دائماً يعض على الموقع و الكرسي بالنواجد , هذه التعبئة السلبية في قلوب و عقول المسؤولين قد بلغت هذه الايام ذروتها مما نشأ عن ذلك ما اصطلح على تسميته بالادارات الخائفة المرتعشة ذات الايدي الراجفة التي لا تستطيع أن تتخذ قراراً صائباً جريئاً يتصف بالحكمة و الواقعية , المسؤول أصبح همه دائماً قمع المواطن واسكاته وإثبات أنه على خطأ دون أن يكلف نفسه عناء البحث أو أن يبذل اي جهد في سبيل حل اي مشكلة , الاغلب مرتعش خائف مشلول متوجس يبحث عن أسباب البقاء , تجد المسؤول يجيد الخطابة الانشائية التي تتضمن العبر والحكم والمواعظ والتأكيد على النزاهة و الشفافية , واذا ما كانت لك معاملة ما يطلب منك جلب ورقة صفراء ثم اخرى حمراء ثم مجموعة أوراق بلون قوس قزح ثم تكتشف انه لا يستطيع إتخاذ قرار , فقد اعمى لون الورق عينيه ولانه مرعوب ممن لا تدري بل وتشعر أحيانا أنه ليس لديه قناعة بذاته وتقرأ في اعين الكثير ما يشعرك بأنهم ليسوا في المكان المناسب , رغم أن المعادلة بسيطة فهذا المواطن الذي يقذف به من دائرة الى اخرى ومن مسؤول الى مسؤول ومن كتاب الى أخر هو الذي يدفع الرواتب والامتيازات وثمن ربطات العنق , الاخطر في هذه المعادلة أنك تشعر أن المسؤولين دائماً يعملون لارضاء اشخاص وجهات غير المواطن الذي يدفع رواتبهم والذين هم وجدوا لخدمته وقضاء حاجاته , نعود ونسأل ملايين الاسئلة من الذي خلق هذا الواقع وهذه الفجوة العميقة وانعدام الثقة بين المواطن والمسؤول , ثم من هو المستفيد من تكون قناعات راسخة في وجدان المواطنين بأن قضاء اي حاجة مهما كانت بحاجة الى واسطة قد تؤدي الى الرشوة ثم الى الفساد الذي لا نهاية له , ملخص هذه المعادلة مسؤولون يبحثون عن البقاء ويناصبون المواطنين العداء ثم مواطنون يبحثون عن حاجاتهم المقررة والمفترضة بأساليب وطرق تشبه نخر السوس في خشب السنديان , هذا كلام في المسؤولية لمن يستطيع أن يقرأ ما بين السطور ولمن لديه غيرة وضمير حي .
ibrahim_alqaisy@hotmail.com