الشاهد -
الشاهد-فريال البلبيسي
طرقت الشاهد باب عائلة ايام حماد وهي ام لطفلين في منطقة عرجان الغربي لواء الرصيفة تعيش في منزل عبارة عن غرفة وفيها المطبخ والحمام غير صحي ويجلب الامراض من شدة الروائح الكريهة التي تفوح منه. قالت ايام انني اعيش مع طفلي الصغيرين بعد ان هجرني زوجي منذ سبعة اعوام، لقد هجرني وانا حامل في الشهر الخامس من حملي ولم يسأل عن ابنائه تركني اعاني صعوبة العيش لوحدي فهو لم يترك لي شيئا اعيل به ابنائي فهم اطفال بحاجة الى طعام وكساء وانا وحيدة لا معيل لي ولابنائي سوى الله. قالت الام ان ايامي حزينة لانني ارى طفلي محرومين ولا يعيشان كاقرانهما فهم لا يعيشان الطفولة فالاطفال يعانون من سوء التغذية والالتهابات الصدرية فهم اموات وهم احياء. واكدت ايام انا لا استطيع العمل لانه لا شهادة او حرفة املكها وعملت في مصنع للفوط براتب شهري ستين دينار ومنذ الصباح لغاية السابعة مساء وابنائي اطفال اصبحوا اولاد شوارع لانني لست متواجدة عندهم ووجدت نفسي بانني ساضر اطفالي على راتب لا يكفي لايجار الغرفة التي تسترني فقد قمت ببيع كل ما يباع من اثاث من اجل اطعام ابنائي فانا لا استطيع تركهم للحظة خوفا عليهم ولا يوجد من يطرق بابي ويساعدني بتربيتهم واطعامهم لقد اغلقت ابواب الانسانية والقلوب الرحيمة في وجهي وبكت بحرارة انقذوني وانقذوا ابنائي من الهلاك نحن دخلنا على فصل الشتاء وبحاجة الى دفء وطعام ساخن وفراش دافىء وانا لا اجد اي منهما زوجي لم يطلقني بل هجرني وصندوق المعونة لا تساعد امرأة هجرها زوجها وتركها تصارع الريح ماذا افعل فانا اناشد القلوب الرحيمة مساعدتي ابنائي ملابسهم خفيفة لا تقيهم ولا تدفأهم في الشتاء وهم محرومون الطعام الساخن الذي يحتوي على اللحوم فهم لم يتذوقوها منذ زمن وبحاجة الى مدفأة تدفأهم من البرد القارص.