الشاهد -
ربى العطار
أعلنت معظم دول العالم حالة الاستنفار للوقاية من فيروس "كورونا" المستجد، الذي بدأ انتشاره من مدينة ووهان الصينية وتدرج في الانتشار في دول العالم بشكل مثير للفزع.
التخوف من انتشار الفيروس جعله يتصدر عناوين الأخبار باعتباره فيروس فتاك ولا علاج أو لقاح يوقف اتساع انتشاره، مما دفع منظمة الصحة العالمية لإصدار بيانات تحذر من إمكانية تحوله لوباء عالمي.
في دول متقدمة مثل الصين واليابان وسنغافورة ومعظم الدول الأوربية والولايات المتحدة الأمريكية هناك إجراءات فعالة للعزل والتعامل مع حالات الإصابة بالأمراض المعدية والسارية بسبب الرعاية الصحية والتقدم في التخطيط المبني على تقدير المخاطر بالشكل الصحيح، وبالرغم من ذلك لم تسلم من وصول الفيروس إلى اراضيها، وهذا يضعنا أمام تساؤل عن مصير دول العالم الثالث أو الدول النامية والفقيرة التي انتشر فيها الفيروس وبدأ رحلته في حصد الأرواح.
من ناحية أخرى ، فإن الصين التي تعتبر مصنع العالم وثاني أقوى اقتصاد في العالم، تصرف مليارات الدولارات للحد من انتشار الفيروس مما سيؤثر على اقتصادها ووقف صادراتها .
هذا الأمر أيضا ينطبق على الدول التي تعتمد أسواقها على الاستيراد من الصين، اي ان "كورونا" يفتك بالعباد والاقتصاد.
الأردن، سيتأثر اقتصاديا لأنه يعتمد على الصين في استيراد بضائع السوق المحلي بشكل كبير، وكونه يقع في منطقة متوسطة ومركزية، فهناك مخاوف أيضا من وصول الفيروس _لا قدر الله _ إليه، مما يتطلب وعيا مجتمعيا بالدرجة الأولى من مخاطر الفيروس وطرق انتقاله والوقاية منه، كما يتطلب جهدا استثنائيا من وزارة الصحة وكافة أجهزة ومؤسسات الدولة وخصوصا على المعابر الحدودية باختلافها، البحرية، البرية، والجوية.
يجب على الحكومة، أن تضع في أولوياتها مكافحة الشائعات في هذه المرحلة وان تتبنى سياسة إعلامية طارئة لمواجهة محاولات الترويج لأنباء أو أخبار تثير مخاوف الناس وتعرقل جهود مؤسسات الدولة في الاستعداد لأي سيناريو يتعلق بانتشار "كورونا".