الشاهد -
ام سليم ارملة وتعيل ست بنات وحماتها السبعينية
ام كنعان ارملة مصابة بسرطان الكلى وولداها معاقان وبحاجة لعملية جراحية
الشاهد-فريال البلبيسي
الشاهد ما زالت مستمرة وآخذة على عاتقها متابعة القضايا الاجتماعية التي تهم شريحة كبيرة من مجتمعنا الاردني والذين يعيشون حياة مأساوية وظروفا قاهرة ولا يجدون كفاف يومهم. في هذا الاسبوع طرقنا بيوتا لنساء ارامل توفي ازواجهن وتركن في مهب الريح مع ابناء كل له حكايته في منطقة جبل النصر يعيشون حياة الفقر والحرمان والمرض، النساء الارامل التي طرقت الشاهد ابوابهن لتستمع الى قصصهن ومعاناتهن مع الزمن والحياة التي لم تنصفهن رسمت على وجوههن خطوطا زمنية تعبر عن تعاسة هذه النسوة وصعوبة الحياة التي قضينها دون معيل او احد يمسك بايديهن. فما ان تدخل بيوت هذه العائلات حتى تجد ان هذه البيوت خاوية من الاثاث الا من بعض الفراش الرث الذي عفا عليه الزمن ونحن نطالب صندوق المعونة الوطنية والتنمية الاجتماعية لرصد الحالات التي نتطرق اليها عبر صفحاتنا من اجل مساعدة هذه العائلات التي نهشها الفقر والمرض
الحالة الاولى
في قلب العاصمة جبل النصر طرقنا منزل الارملة ام سليم والتي تعيش ظروفا مأساوية من فقر وجوع بعد وفاة زوجها الذي لم يترك لها سوى ابناء بحاجة الى رعاية وعجوز ام لزوجها المرحوم بحاجة الى رعاية دائمة بسبب كبر سنها وضعف بصرها. قالت ام سليم توفي زوجها منذ ثلاث سنوات وترك لي ثمانية ابناء وقمت على تربيتهم ونشأتهم حتى اشتد عودهم وقمت بتزويج ابنائي ولم يبق بالمنزل سوى والدة زوجي المرحوم وطفلتان، المرحوم لم يترك لي سوى ضمان اجتماعي مائة وستين دينارا وحماتي امرأة عجوز تجاوزت السبعين عاما وهي لا ترى جيدا بعينها ومصابة بمرض السكري وامراض كبر السن قالت حياتي مليئة بالمشاق والتعب منذ وفاة زوجي فانا ام وربة منزل حيث لا يوجد معي شهادة او مهنة اعمل بها لاعيل اسرتي فمبلغ الضمان لا يكفي لاسرة تدفع شهريا اثمان الكهرباء والماء وغيره من المدفوعات اليومية او الشهرية وبكت ام سليم بحرارة على الحياة التي تواجهها من صعوبة عيش وسوء حال. وقالت انني اطالب براتب لحماتي العجوز ولكي استطيع معالجتها من ما تعانيه من امراض. وقالت فانا لا استطيع تأمين جميع مطالب ابنائي فهم محرومين من اشياء عديدة وما نأخذ من صندوق المعونة لا يكفي الخبز لوحده وقالت ان ابنائي يحلمون بملابس جديدة وطعام ساخن يحوي على الخضار واللحوم ونحلم بالفواكه والحلويات فهذه جميعها اصبح من المحرمات وصعب الاقتراب منها وابنائي ايضا لم يرتدوا ملابس جديد في حياتهم، وعندما اتجول معهم بالاسواق ارى الدموع في اعينهم لانهم يحلمون ولا تتحقق احلامهم، صمتت قليلا ثم قالت حياة الفقراء ليس كحياة الاغنياء فنحن نتدفأ بملابسنا الرثة لاننا لا نستطيع ان نتدفأ بالمدافىء العادية ولا نستطيع ان نشرب شيئا ساخنا مثل الحساء او شراب الكاكاو او غيره من المشروبات الشتوية التي يشربها الاشخاص المرتاحون ماديا. وطالبت ام سليم بمنزل يأويها واطفالها وحماتها العجوز لان راتب صندوق المعونة لا يكفي في هذه الظروف الصعبة لاقل القليل وقالت اريد ان يعيش ابنائي حياة كريمة وليست حياة قاسية كتب عليهم الحرمان ثم الحرمان
الحالة الثانية
طرقت الشاهد منزل الارملة وعند دخولنا لمنزلها وجدنا علامات الفقر رسم على جدران البيت المتهالك وهو غير صحي ومعتم ايضا وتفوح منه رائحة الرطوبة والعفونة ولا يوجد فيه سوى فراش مهترىء ورث وقديم. قالت ام كنعان لقد توفي زوجي منذ خمس سنوات ولم يترك لي ما اعيش منه مع ابنائي واصبحت حياتي بعد وفاته اقسى من المرارة ذاتها وقالت بعد وفاة المرحوم وجدت نفسي في معركة مع حياة لا ترحم وقست جدا الحياة على ابنائي وعليْ واصبت بمرض سرطان الكلى منذ خمسة عشر عاما ولا استطيع علاج نفسي بسبب غلاء العلاج وغلاء اثمان الدواء فانا بالكاد استطيع اطعام ابنائي ولو بالخبز لوحده فكيف اعالج نفسي وقالت فان معاناتي الاكبر هو ما يعانيه ابنائي وبكت ام كنعان بحرارة ابنائي لمن اتركهم اذا تركت الحياة في هذه الدنيا. واكدت ان ولدي علي يعاني من اعاقة عقلية منذ ولادته وكذلك محمد لديه نفس الاعاقة ونسب العجز لديهم 75٪ وهو عجز دائم لا يمكن تأهيلهم للعمل. وقالت وولدي حسام ثلاثة عشر عاما اصيب بعينيه اثر حادث العاب نارية وكانت اصابته بعينه حيث اصيب بعجز دائم فيها واصبح لا يستطيع الرؤيا فيها وهو بحاجة الى علاج جراحي في عينيه ليستطيع اعادة بصره وقالت انني اناشد القلوب الرحيمة ان يساعدوني باعادة النور لعيني ولدي الذي ما زال صغيرا. وقالت ان ابنائى الثلاثة كل له اعاقة وانا امرأة عجوز مريضة ومرضي صعب العلاج وانا افكر ليلا نهارا بابنائي من سيرعاهم بعدي. وناشدت صندوق المعونة الوطنية برعاية اطفالها لانها لا تتقاضى اي راتب من صندوق المعونة الوطنية.