رمضان الرواشدة
من حق الفلسطينيين ورئيسهم محمود عباس رفض صفقة ترامب المسماة «صفقة القرن» لأنها مجحفة بحقهم ولا تعطيهم جزءا يسيرا من طموحاتهم بإقامة الدولة المستقلة على حدود الرابع من حزيران العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. وقد اعلن الرئيس عباس اول من امس امام مجلس الامن الدولي ان هذه الصفقة لن تكون عادلة مؤكدا انها لا ترقى لمستوى الطموح في سعي منه لحشد الرأي العام العالمي ضد الخطة الامريكية وبالتالي العودة الى مقررات الشرعية الدولية ومرجعية اللجنة الرباعية المعنية بالقضية الفلسطينية.
في صفقة ترامب اعلن الرئيس الامريكي بدهاء كبير ان خطته تلتزم باقامة حل الدولتين لكنها في الحقيقة لا تدعم سوى اسرائيل وتترك الكيان الفلسطيني المطروح ممزقا بشكل كبير. اما الخارطة التي وزعها ترامب للدولة الفلسطينية فهي تشير الى دولة كانتونات مقسمة لا رباط بينها سوى بعض الطرق والجسور والانفاق.وبموجب الصفقة المشؤومة فإن ثلاث مناطق تم استثناءها من الدولة الفلسطينية «المنزوعة الدسم» وهي القدس بشقيها الشرقي والغربي والمستوطنات وغور الاردن. وتحت هذا العنوان الملبي لطوحات نتانياهو يراد للفلسطينيين اقامة دويلة غير متر?بطة جغرافيا وغير قابلة للحياة لانها تحت السيادة والسيطرة الاسرائيلية على ارضها وسمائها ومياهها ومواردها الطبيعية.فعن اي دولة يتحدث الرئيس ترامب وحليفه نتانياهو واليمين الاسرائيلي؟.
يضاف الى ذلك ان الخارطة المنشورة للدولة الفلسطينية ستضم جزءا من اراضي المثلث في فلسطين المحتلة عام 1948 هي عبارة عن عشر مناطق وقرى اكبرها مدينة ام الفحم وكلها تضم 350 الف فلسطيني وبذلك يحقق نتانياهو انتصارا كبيرا بازاحة هؤلاء الفلسطينيين الى حدود العام 1967 ويتخلص منهم ككتلة انتخابية تصوت للقائمة العربية الموحدة وهو بذلك يضعف القائمة العربية في انتخابات الكنيست وهي القائمة التي حققت منذ العام 2015 تزايدا في عدد المقاعد التي حصلت عليها ومن المتوقع ان تزيد في انتخابات الكنيست في آذار المقبل.
هذه هي الدولة الفلسطينية المزعومة التي يروج لها الامريكان والاسرائيليون ويعتقدون واهمين انها تلبي حقوق الشعب الفلسطيني وهي اقل بكثير من طموحاتهم باقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. اما موضوع العاصمة المقترحة للدولة الفلسطينية في صفقة ترامب فستكون في ابي ديس وشعفاط وهما خارج حدود القدس الشرقية وخارج الجدار الامني المحيط بالقدس. وقد حاول ترامب خداع العالم في مؤتمره الصحفي قبل اسبوعين عندما قال ان عاصمة الدولة الفلسطينية ستكون في القدس الشرقية لكن لم ينقض ِ ذلك اليوم حتى تبين ان المطروح ليس القدس ا?شرقية ولا ايا من مناطق بل منطقة شعفاط وابو ديس.
الدولة الفلسطينية المعروضة دولة بانتوستانات وجيتوهات شبيهة بالجيتوهات التي عاش بها اليهود في اوروبا وهاهم يطبقونها على الفلسطينيين وهي دولة ولدت ميتة ولا تلبي الطموحات العربية.