الشاهد - ربى العطار
أثبتت السنة الحالية بأنها سنة صعبة ألقت بظلها الثقيل على الأردنيين، ولا نعترض على ماجاء فيها من قضاء الله وقدره، فالمطر والسيول والبرد القارس رحمة من الله ، ومعلوم أن الناس تأخذ احتياطاتها من الدفء في منازلهم، وتأخذ جانب الاطمئنان من السير في سياراتهم في شوارع المدن الرئيسية دون خوف من كوارث محتملة، لأن أجهزة الدولة المختلفة تكون قد أعلنت جاهزيتها لتحول دون وقوع أي طاريء "حسب تصريحاتهم".
لكن ومنذ بداية العام ونحن نستمع لتصريحات رسمية مخالفة للواقع، وتحمل طابعاً استفزازيا للمواطنين، وتعزز الاحساس بترهل حكومي وصل لذروته.
الشوارع الضيقة والمأزومة بالتحويلات، والطريق الصحراوي الذي يحصد الحديد والعبيد، ورداءة الخدمة في المؤسسات الحكومية بسبب ضعف الامكانيات رغم ارتفاع رسوم الخدمات وفاتورة الكهرباء التي يدفع المواطن الملتزم فاتورة الفاقد والمسروق منها، تعطي انطباعاً بأن الحكومة تعمل عكس التيار.
لا ندري كيف تدير الحكومة ملفاتها، وكيف تدرس خيارات قرارتها، فالتقاعد المبكر مثلاً، يعتبر مجزرة لذوي الدخل المتوسط، وتوزيع أثمان فواتير الطاقة على الملتزمين يعتبر سرقة علنية، والإعلان عن طريق صحراوي مدفوع الاجر يعتبر استهتاراً بعقول الناس لأن الطريق الصحراوي مازال قيد العمل منذ زمن طويل، وضبابية الدوام من عدمه في المنخفضات العميقة تشكل هاجساً لدى الموظفين واولياء أمور الطلاب في المدارس، وفيضان وسط البلد عند كل موسم ينسف كل تصريحات الجاهزية والاستعداد.
ماذا تريد الحكومة من المواطن، هي تدفعنا لانتقادها وتحميلها مسؤولية الوضع الاقتصادي الصعب، وتتعامل مع الاردنيين بسذاجة واستعلاء.
"حكومة هارفارد"، بحاجة لدورات طويلة لإنعاش احساسها بالوطن والمواطن الاردني حتى تتمكن من فهم الواقع.