أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية المقالات الأردن على الحافة الحرجة !

الأردن على الحافة الحرجة !

08-02-2020 02:27 PM

د.أحمد الشناق 


لقد أصبح الأردن محاصراً بجغرافيا سياسية ، غير مسبوقة تاريخياً بتحولاتها وأحداثها الجارية .
- فمن جهة العراق بصراعات لدولة غير مستقرة بإنقسام مجتمعها وتفتت مكوناتها الوطنية ، وضعت العراق كمنطقة نفوذ بإختطاف سيادة دولتة وإستقلالها ، من قبل دول إقليمية وعالمية أصبحت تتحكم بشكل الدولة العراقية الجديد . وكأن العراق بشعبه وكيانه الوطني اضحى ورقة تفاوضية بيد هذه القوى العالمية والإقليمية التي تتسيد على أرضه .
- ومن جهة سوريا تتحكم على اراضيها حروب بالوكالة وقواعد عسكرية إقليمية وعالمية ، وهذا الصراع الدموي الذي أفضى لملابين المهجّرين السوريين ، ومهّد لتقسيم جغرافية سوريا بمناطق نفوذ من قوى إقليمية وعالمية ، وأصبحت هذه القوى تتحكم بمصير وشكل سوريا الجديدة بكيانها الوطني وشكل دولتها الجديده بمكوناتها الإجتماعية .
- ومن جهة الأردن الغربية ، الكيان الإسرائيلي بالصراع التاريخي وأطماعة بكامل فلسطين لتحقيق مشروعه بيهودية دولة ، وتفريغ فلسطين من شعبها ، وبكل تداعيات القضية الفلسطينية ماضياً على الأردن ، واشكال الحل النهائي بالطروحات القائمة المُهدِده للكيان والنظام . ليكون الوضع الجيوسياسي للأردن ، بأن أصبحت حدوده ، هي في واقع الحال ، حدود مع قوى عالمية وإقليمية وقوة إحتلال ، لتضع الأردن على الحافة الحرجة بوجوده ( كياناً وطنياً ونظاماً سياسياً ) ودكتاتورية جغرافيا ، أشبه بالجغرافيا المغلقة ، وبهذا الواقع العربي المأزوم والمفكك بإنهيار منظومة أمنه القومي ونظامه الرسمي ، والمتصارع على أولويات القضايا ، وغياب مشروع لكتلة عربية تكون قادرة على إحداث التوازن في منطقة أصبحت تتنازعها المشاريع الإقليمية والعالمية لمستقبل المنطقة ، التي تتجه لإعادة صياغتها وفق قوى المصالح التي اخذت سبيل المواجهة والإلغاء للأخرين ، في سبيل تحقيق هذه المصالح الإقليمية والدولية.
- إن المرحلة التاريخية التي تمر بها المنطقة العربية والإقليم ، بكل هذه المعطيات الغير مسبوقة بتحولاتها ، لتضع الأردن أمام ظروف أصبحت تُعاند بمجموعها ولا تُطاوع ، ليكون فعلياً على حافة حرجة ، بجغرافيا مغلقة ، قد تكون مُهدِده لكيانه الوطني ونظامه السياسي . مما يستدعي النأي عن الشعبوية في المواقف وكل الخلافات المتعلقة بالشأن الداخلي ، للوقوف في خندق الوطن والدولة وخلف قيادته الهاشمية ، ومن ضرورة الحفاظ على التوازنات بعلاقة الأردن مع كافة قوى التأثير في الموقف الدولي على مستقبل المنطقة ، وهي علاقات نسجها جلالة الملك عبدالله الثاني بحكمة وحنكة ، في مشهد بالغ التعقيد والسوء دولياً وإقليمياً ، علاقات حققت مكانة دولية للأردن ، ووفرت حماية للمصالح الوطنية الأردنية وأمن الوطن وسلامته ،
وستساهم بالتأثير في خدمة القضايا العربية ، ودور محوري للقضية الفلسطينية المركزية والمصيرية للأردن .
إن هذا الواقع يتطلب قرارات عميقة سياسياً على المستوى الداخل الوطني ، قرارات بحجم هذا التحدي وهذه المخاطر ، قرارات تنهي حالة الترهل بعلاقة الدولة مع القيادات والقوى الوطنية والسياسية ، ليتحمل الجميع مسؤوليته الوطنية في إطار الدولة ، بما يخدم أهداف الدولة الأردنية بمصالحها العليا وسيادتها الوطنية .
- إن المرحلة تتطلب الإصطفاف الوطني ، لتمكين القيادة من مواصلة دورها التاريخي بنهجها القومي وتأثيرها الدولي بما يخدم المصالح الأردنية ، والقضية الفلسطينية التي تمر بمنعطف تاريخي حاد ، بكل تأثيراته وأبعاده على الأردن ومصالحه العليا ، وحقوق الشعب الفلسطيني بدولته المستقلة ..
#المملكةالأردنيةالهاشمية
#العراق #سوريا#فلسطين




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :