د.أحمد الشناق
لقد أصبح الأردن محاصراً بجغرافيا سياسية ، غير مسبوقة تاريخياً بتحولاتها وأحداثها الجارية .
- فمن جهة العراق بصراعات لدولة غير مستقرة بإنقسام مجتمعها وتفتت مكوناتها الوطنية ، وضعت العراق كمنطقة نفوذ بإختطاف سيادة دولتة وإستقلالها ، من قبل دول إقليمية وعالمية أصبحت تتحكم بشكل الدولة العراقية الجديد . وكأن العراق بشعبه وكيانه الوطني اضحى ورقة تفاوضية بيد هذه القوى العالمية والإقليمية التي تتسيد على أرضه .
- ومن جهة سوريا تتحكم على اراضيها حروب بالوكالة وقواعد عسكرية إقليمية وعالمية ، وهذا الصراع الدموي الذي أفضى لملابين المهجّرين السوريين ، ومهّد لتقسيم جغرافية سوريا بمناطق نفوذ من قوى إقليمية وعالمية ، وأصبحت هذه القوى تتحكم بمصير وشكل سوريا الجديدة بكيانها الوطني وشكل دولتها الجديده بمكوناتها الإجتماعية .
- ومن جهة الأردن الغربية ، الكيان الإسرائيلي بالصراع التاريخي وأطماعة بكامل فلسطين لتحقيق مشروعه بيهودية دولة ، وتفريغ فلسطين من شعبها ، وبكل تداعيات القضية الفلسطينية ماضياً على الأردن ، واشكال الحل النهائي بالطروحات القائمة المُهدِده للكيان والنظام . ليكون الوضع الجيوسياسي للأردن ، بأن أصبحت حدوده ، هي في واقع الحال ، حدود مع قوى عالمية وإقليمية وقوة إحتلال ، لتضع الأردن على الحافة الحرجة بوجوده ( كياناً وطنياً ونظاماً سياسياً ) ودكتاتورية جغرافيا ، أشبه بالجغرافيا المغلقة ، وبهذا الواقع العربي المأزوم والمفكك بإنهيار منظومة أمنه القومي ونظامه الرسمي ، والمتصارع على أولويات القضايا ، وغياب مشروع لكتلة عربية تكون قادرة على إحداث التوازن في منطقة أصبحت تتنازعها المشاريع الإقليمية والعالمية لمستقبل المنطقة ، التي تتجه لإعادة صياغتها وفق قوى المصالح التي اخذت سبيل المواجهة والإلغاء للأخرين ، في سبيل تحقيق هذه المصالح الإقليمية والدولية.
- إن المرحلة التاريخية التي تمر بها المنطقة العربية والإقليم ، بكل هذه المعطيات الغير مسبوقة بتحولاتها ، لتضع الأردن أمام ظروف أصبحت تُعاند بمجموعها ولا تُطاوع ، ليكون فعلياً على حافة حرجة ، بجغرافيا مغلقة ، قد تكون مُهدِده لكيانه الوطني ونظامه السياسي . مما يستدعي النأي عن الشعبوية في المواقف وكل الخلافات المتعلقة بالشأن الداخلي ، للوقوف في خندق الوطن والدولة وخلف قيادته الهاشمية ، ومن ضرورة الحفاظ على التوازنات بعلاقة الأردن مع كافة قوى التأثير في الموقف الدولي على مستقبل المنطقة ، وهي علاقات نسجها جلالة الملك عبدالله الثاني بحكمة وحنكة ، في مشهد بالغ التعقيد والسوء دولياً وإقليمياً ، علاقات حققت مكانة دولية للأردن ، ووفرت حماية للمصالح الوطنية الأردنية وأمن الوطن وسلامته ،
وستساهم بالتأثير في خدمة القضايا العربية ، ودور محوري للقضية الفلسطينية المركزية والمصيرية للأردن .
إن هذا الواقع يتطلب قرارات عميقة سياسياً على المستوى الداخل الوطني ، قرارات بحجم هذا التحدي وهذه المخاطر ، قرارات تنهي حالة الترهل بعلاقة الدولة مع القيادات والقوى الوطنية والسياسية ، ليتحمل الجميع مسؤوليته الوطنية في إطار الدولة ، بما يخدم أهداف الدولة الأردنية بمصالحها العليا وسيادتها الوطنية .
- إن المرحلة تتطلب الإصطفاف الوطني ، لتمكين القيادة من مواصلة دورها التاريخي بنهجها القومي وتأثيرها الدولي بما يخدم المصالح الأردنية ، والقضية الفلسطينية التي تمر بمنعطف تاريخي حاد ، بكل تأثيراته وأبعاده على الأردن ومصالحه العليا ، وحقوق الشعب الفلسطيني بدولته المستقلة ..
#المملكةالأردنيةالهاشمية
#العراق #سوريا#فلسطين