النقابي ابراهيم حسين القيسي
من لم يمارس الرياضة لا يستطيع أن يحلل أسباب فوز منتخب الاورغواي أمام فريقنا الوطني , العملية يتحكم في نتائجها عوامل كثيرة أهمها لياقة اللاعبين ثم إنسجامهم معاَ معرفة قدرات بعضهم البعض أيضاً الوضع النفسي للاعبين , وهنا إستطيع أن أجزم أن شدة أهتمام الدولة و الجمهور وحجم الأهتمام و التحضيرات الكبيرة و الزخم الإعلامي العالي الوتيرة وضع لاعبينا في قلق و اضطراب شديدين , في المحصلة الرياضة هي ربح وخسارة في إطار روح رياضية عالية مع عدم إسقاط أن التكتيك و الادارة تلعبان دوراً هاماً في نتائج مباريات كرة القدم لكنني اعتقد هنا أن الذي أنجزناه في هذه المبارة الهامة هو أكبر من خسارتنا لمن ينظر الى المشهد بصورة أدق وأكثر عمقاً , عزز هذه النتيجة التي أراها أنجازا كبيرا بل فخر بلا حدود هو حضور جلالة الملك و الملكة هذه المبارة الهامة , كما أنني شاهدت ولمست التفاعل الجماهيري الطاغي من جميع فئات المجتمع مع الحدث لدرجة أن كرامة الاردن بكل مكوناته وضعت كفة و النتيجة في كفة أخرى , صحيح أننا جميعاً كنا نتمنى الفوز لمنتخب النشامى وكانت ستكون فرحتنا عارمة وستكون النتيجة أيضاً فخر للأردن على كل المستويات لأن لعبة كرة القدم أصبحت أفيون الشعوب بلا منازع , الذي أسعدني أننا حزنا جميعاً حزناً بليغاً معبراً عن مدى وحدة وتماسك جبهتنا الداخلية , فمثلما كان الفرح سيكون جماعياً موحداً كان حزناً جماعياً بإمتياز فلم أر أو اشاهد حالة سرور واحدة لهذه النتيجة , نعم كان حزننا جماعياً وكانت النتيجة التي رأيتها ولمستها هي رسالة رائعة المعاني لأطراف في الداخل و الخارج و العالم , فنحن في الاردن شعب يوحدنا الفرح وكذلك الحزن يكون جماعياً دلالة على وحدة شعبنا وتماسكه , نعم هذه المبارة الهامة رياضياً أبرزت أن الاردن شعب موحد في مشاعره وأهدافه وحضور جلالة الملك شخصيا مع الجمهور زاد من جمال الصورة وبلاغة الرسالة , نقول ذلك للفت نظر الكثيرين لهذا المشهد المعبر لأن الوضع في محيط الاردن في غاية الاشتعال و الالتهاب , سيما وأن هذا المحيط للأردن يتنازع اهله طائفياً وحزبياً الى حد وصول الأمور الى القتل المريع بلا رحمة فهل إستنتج الجميع أن الحزن و الفرح يجمعنا وأننا بخير طالما هذه هي مشاعر الشعب وقادته