الشاهد -
اعترفوا تحت التعذيب والمحكمة برأتهم
عثروا عليه وكل عضو من اعضائه مرمي بحاوية
أصدرت محكمة الجنايات الكبرى قرارا قضت فيه ببراءة المتهمين وصفي ومفلح وياسر مما اسند اليهم لانتفاء الدليل القانوني بحقهم والافراج عنهم ما لم يكن اي منهم محكوما او موقوفا لداع اخر.
عن جنايتي القتل العمد بالاشتراك والسرقة وتتلخص وقائع هذه الدعوى طبقا لما جاء باسناد النيابة العامة.
عثر على بعض الاشلاء لجثة بشرية في ثلاثة مناطق كان بعضها في منطقة وادي سوف والاخرى في منطقة جبل الشيخ مصلح اما الاجزاء الاخرى فكانت في منطقة جرش وتم تصوير هذه الاشلاء وجمعها وارسالها الى الطب الشرعي حيث سجلت قضية تحقيقية لدي مدعي عام الجنايات الكبرى تحت رقم 357/96 بعد احالتها من مدعي عام جرش وقد صدر قرار بحفظ الاوراق من قبل مدعي عام الجنايات الكبرى لعدم التوصل الى معرفة شخصية المغدور وعدم التوصل لمعرفة الفاعل الا انه كان الشاهد يوسف قد توجه الى مديرية الشرطة وقام بالتعميم عن فقدان ابنه المغدور ايمن واخبرهم بان ابنه خرج منذ فترة ولم يعد وبأن زوجة ابنه نجاح علمت بان هناك اشلاء بشرية تم العثور عليها ولدى البحث والتحري من قبل افراد الشرطة تبين بان المغدور ايمن على علاقة مع المتهمين وصفي ومفلح وياسر حيث تم القاء القبض عليهم وتبين من خلال التحقيق بان المتهمين على علاقة ومعرفة سابقة بالمغدور منذ فترة طويلة وكانت العلاقة تدور حول لعب القمار حيث كان المتهمون والمغدور يقومون بلعب القمار في اكثر من منطقة في جرش وعمان وفي المناطق الحرجية وبالخصوص في منطقة وادي سوف وكان المغدور ايمن يربح دائما وهذا الامر كان يثير غضب المتهمين وحقدهم عليه وانه في بداية العام التقى المتهمين بالمغدور ايمن امام مقهى القيروان في جرش وكان بحوزته مبلغ يقدر بحوالي عشرة الاف دينار وكان يحمل مبلغا ماليا اخر كان يضعه بداخل كيس لونه بني حيث اتفق المتهمون على استدراج المغدور الى مزرعة في منطقة وادي سوف بحجة لعب القمار ومن ثم قتله والخلاص منه والاستيلاء على ما بحوزته من نقود وطلبوا من المغدور مرافقتهم للعب القمار وبالفعل ذهب معهم المغدور ايمن الى تلك المزرعة وجلسوا فيها وكان المتهم مفلح قد احضر معه كرتونة واحجار للعب القمار حيث قام المتهمون والمغدور بلعب القمار وكان المغدور يكسب في كل لعبة حيث خسر المتهم وصفي مبلغ خمسة وسبعين دينارا وخسر كذلك المتهم مفلح مبلغ الفي دينار وخسر المتهم ياسر مبلغ ثمانمائة دينار وبعد انتهاء اللعب طلب المتهمون من المغدور ان يعيد لهم اموالهم التي خسروها وكذلك المبالغ المالية التي كانت بحوزته الا ان المغدور رفض ذلك الامر وعندها تشاجر المتهمون مع المغدور وقام المتهم مفلح بضرب المغدور ايمن بواسطة اداة راضة على رأسه وبقوة حيث سقط المغدور على الارض على وجهه وكانت الدماء تنزف من رأسه بشكل غزير وعندها قال المتهم مفلح (نجيب عدة) وكان ذلك قبل اذان المغرب واتفقوا على ان يذهب المتهم وصفي ويقوم باحضار العدة ويقوم بتقطيع جثة المغدور ايمن حيث ان المتهم وصفي كان يعمل في ملحمة وله خبرة في هذا المجال بينما يقوم المتهمان ياسر ومفلح باحضار سيارة واكياس لوضع اشلاء الجثة بداخلها وبالفعل ذهب المتهم وصفي الى الشارع الرئيسي وقام بالتأشير لاحدى السيارات وطلب من السائق ايصاله الى منزله الكائن في منطقة جرش ومن ثم اعادته الى نفس المكان واخبر السائق بانه يرغب باحضار شنطة الدواء الخاصة بوالدته وقبل حوالي 200 متر من منزله قام المتهم بالنزول من السيارة من اجل تمويه السائق عن مكان منزله وسار على الاقدام الى ان وصل الى منزله ودخل الى مستودع خاص بالاغراض التي تخص الملحمة التي كان يعمل بها بتلك الاثناء حيث قام باخذ قطاعة لحمة وسكين وهي خاصة بتقطيع اللحوم وقام بلفهما بواسطة جريدة ووضعها بداخل كيس بلاستيك لون اسود وعاد الى السيارة وطلب من السائق اعادته الى نفس المكان حيث قام باعطاء السائق اجرته وبعد ذلك عاد الى مكان الجريمة وكان المتهمون مفلح وياسر بانتظاره بعد ان احضروا السيارة والاكياس وقام المتهمون بتشليح المغدور ملابسه وقاموا باخذ جميع المبالغ التي كانت بحوزته وقام المتهم مفلح بالامساك بجثة المغدور ايمن بينما قام المتهم وصفي بتقطيع الجثة حيث قام بقطع رأس جثة المغدور ايمن وكذلك قام بقطع الاذنين واليدين والحوض والقدمين واستغرق ذلك بحدود ساعة الا ربع من الوقت واثناء ذلك كان المتهمين ياسر ومفلح يقومان بتعبئة الاجزاء والاطراف داخل الاكياس وقاموا بوضع تلك الاكياس في صندوق السيارة الخلفي وقاموا باخذ ملابس المغدور وركب المتهمان مفلح وياسر بالسيارة وغادرا المكان في حين توجه المتهم وصفيالى سيل جاري بالقرب من مكان الجريمة وقام بغسل يديه من الدماء وغادر المكان الى منزله بينما قام المتهمان ياسر ومفلح برمي اشلاء جثة المغدور في اماكن مختلفة وهي منطقة وادي سوف ومنطقة جبل الشيخ مصلح ومنطقة جرش وذلك لاخفاء معالم جريمتهم البشعة وبعدها قام المتهم مفلح بتوصيل المتهم ياسر الى منزله وتوجه الى منزله وبعد ذلك تقاسم المشتكى عليهم المبالغ المالية التي قاموا بسرقتها من المغدور.
وحيث ان محكمة الجنايات الكبرى لم تقنع من اعتراف المتهمين انه كان صادرا عن ارادة حرة وقد دللت على قناعتها ان الاعتراف جاء مخالفا للواقع والبينة وان الاكراه الذي تعرض له المتهمون امام الشرطة قد امتد اثره على المتهم وصفي اثناء ادلائه بافادته التحقيقية امام المدعي العام وقد توصلت المحكمة بقناعتها الى استبعاد الاعتراف من عداد البينة وكذلك استبعاد الدلالة التي جاءت نتيجة لهذا الاعتراف الذي لم تقنع به محكمة الجنايات الكبرى.