النقابي ابراهيم حسين القيسي
كلما جلست في أي مكان مع مجموعة من الاصدقاء أو الاهل لتسري عن نفسك أو للتخلص من مخزون الهموم الذي بات يسكن السواد الاعظم من نفوس الناس , تجد نفسك لا إراديا منساقاَ مع الاخرين نحو مواضع وقضايا لا حصر لها بل إن أقلها كفيل بأن يجلب لك الكآبة التي لا علاج لها , فالناس هذه الايام كل الناس لا هم لهم إلا الشكوى من كل شيء لدرجة أن الانسان بات يشعر بأنه ليس هناك شيء يصلح للحياة فأنت لا تجد من يحمد أو يشكر إلا من باب التندر و المداعبة و الفكاهة ولو سئل أي سؤال لاي مواطن بشكل عشوائي هل هو سعيد وخالي من الهموم و المشاكل ؟ قطعاَ لكانت الاجابة لا كبيرة قاطعة جازمة لا شك فيها , أما إذا ما كان السؤال حول ما ينغص حياة الانسان هذه الايام لبدأ يعدد بحزن وأسى الى مالانهابة ! يبدأ التعداد وبشكل مختصر - مراعاةَ لحجم المقال - كالتالي : الفقر , البطالة , تدني الاجور , إنعدام الفرص , غلاء الاسعار , الرفع الجنوني للسلع الاساسية كالغاز المنزلي و الوقود و الكهرباء . و إرتفاع في اسعار الشقق سواء كان لغرض التملك أو الايجار , التقطيع في أواصل العلاقات الاجتماعية مترافقا معه عنف مجتمعي حاد . ونفايات تتدحرج في كل مكان على شكل كرات , سجون مزدحمة , ترهل إداري في المؤسسات العامة , ضعف في الادارة , استغلال حد العبودية من قبل القطاع الخاص للقوى العاملة إضافة للقاعدة العامة وهي وضع الرجل المناسب في المكان الخطأ , و أمراض لا حصر لها نتيجة لضغط الحياة تبدأ من الشيخوخة المبكرة , وتصلب الشرايين , التهابات رئوية بسبب التفشش في التدخين الذي يتزامن ويترافق مع رداءة أنواع السجائر , سوء هضم , حموضة شديدة مع قرحات في أغلب أمعاء الناس , القولون العصبي الذي أصبح سمة عامة لدى الاغلبية , غش وتدليس في أغلب السلع تبدأ من صندوق الخضار الذي يكون ظاهره غير باطنه , مواد غذائية منتهية الصلاحية ملصق عليها تواريخ إنتاج غير صحيحة , تزوير في المواصفات و المقاييس للسلع و البضائع وقطع الغيار مع أن أجهزة الرقابة تدعي دوما الحرص و اليقظة , إزدحامات مرورية مرشحة للإزدياد بسبب إرتفاع أعداد المركبات الذي جاء نتيجة ضعف أداء قطاع النقل العام , تلوث بيئي بسبب عوادم المركبات و عدم تطوير و تحديث وتعميم شبكات الصرف الصحي , حوادث سير مدمرة للأرواح و الممتلكات وحلول و إقتراحات للحد منها لا تسمن ولا تغني من جوع لأن مسلسل القتل بالعجلات المجنونة ما زال مستمرا و في تزايد وقد نصل الى المرتبة الاولى في العالم , وكثرة المطبات في الشوارع , و إحتقان سياسي في كل الاتجاهات وكافة الجوانب مع حلول لا تتناسب مع الواقع وصولا الى أم الازمات و منبع المنغصات وهي قضية إحتلال فلسطين و تدنيس الاقصى صباح مساء حتى بات الانسان يشعر أنه بلا كرامة , ومع ان التعديد للمنغصات لم ينته بعد بسبب ضيق المساحة إلا أن ذلك هو سبب الهلوسة التى نعيش . ibrahim_alqaisy@hotmail.com