الكيان المغتصب ذاهب الى انتخابات ثالثة في الأول من آذار القادم حصل ذلك وسط تدهور سياسي واخلاقي حاد تشهده دولة الكيان من خلال ٣ حملات انتخابية في فترة وجيزة اقل من سنة ، ولا يبدو في الأفق ان الانتخابات القادمة كما يجمع المراقبوان الصهاينة ذاتهم ستحل الإشكالات المعقدة التي وصلت اليها دولة الكيان ، فالازمة ليس عنوانها فقط ممارسات نتنياهو اللاخلاقية وفساده وتشبهه بالكريس ، انما هي في الحقيقة ازمة بنيويه حادة نتيجة لسيطرة اليمين ويمين اليمين من خلال المستوطنين الذين يدركون جيدا ان نتنياهو الفاسد المراوغ هو ضحية نفسه كما تقول الصحافة الإسرائيلية مؤكدة انه لا احد يثق بأي كلمة يقولها نتنياهو .
نعم الكيان الغاصب اليوم واكثر من أية فترة مضت يعيش مأزقا سياسيا واقتصاديا واخلاقيا حادا وصراعا غير مسبوق بين القوى والكتل المتصارعة بل وكما يقول جدعون ليفي في هارتس في مقال له (لا يوجد الكثير من الدول التي تبعث بوحدات التصفية لقتل اعدائها وهم نيام امام عيون نسائهم واطفالهم دول تجعل للقتل قيمة وتتباهى وتفتخر كما تفعل إسرائيل ) نتنياهو هو بطل هذا المسلسل الذي بدأ عام ٢٠٠٩ واستمر حتى الان ببلوغه ٧٠ عاما توجت بملفات فساد هائلة ابرزها الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة مع إصرار منقطع النظير على الاحتفاظ بالكرسي والنجاة من السجن في آن معا ، نتنياهو أوصل دولته الى طريق مسدود دون ان يرمش له جفن .
المشكلة لدى الكيان الغاصب أعمق بدرجات من ان يحصل أي طرف سواء نتنياهو أو غانتس على ٦١ مقعد دون ليبرمان المشكلة في جوهرها أزمة طاحنة تحياها دويلة الكيان عمقها نتنياهو اكثر مما يجب حيث كشفت استطلاعات الرأي ان اكثر من ٤٠٪ من الجمهور الصهيوني تحمل نتنياهو مسؤولية الانهيار بينما ٥٪ تحمل غانتس ذلك بينما يلعب لبيرمان– يا للسخرية – دور بيضة القبان في هذا المأزق المستمر .
ثمة مشاكل أخرى تعتري درب نتنياهو مشكلة مع حزبه الليكود وهل سيضمن بقاءه زعيما لليكود وساغيز له بالمرصاد الذي يتحدث جهارا عن دعوته للتغير داخل الليكود ويدعو حسب قوله 'لسياسة نظيفة ' امام الكرسي والمطالبة بالحصانة برزت دعوة جديدة من ليبرمان تطالب نتنياهو بالخروج من الحياة السياسية مقابل تحصينه ويتساوف مع هذا الطرح غانتيس ليخلص من خصم سياسي عنيد .
عموما : المأزق السياسي للكيان الغاصب مستمر حتى في حال حصول الانتخابات في آذار فمقدرات الكيان الفعلي في يد اليمين وحتى اية تغيرات مرتقبة لن تكون الا طفيفة وتقود لطريق مسدود والى حين حصول الانتخابات الثالثة سيظل الكيان شبه مشلول ، فحكومته ومنذ عام دون صلاحيات كاملة ماذا لو كان هناك موقف عربي بل وفلسطيني قادر على الاستفادة من ذلك ؟ وليس كما يحدث اليوم ذاهب باتجاه التماهي مع العدو بشكل أو بأخر ؟
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات
أكتب تعليقا
رد على :
الرد على تعليق
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن
الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين
التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.