الشاهد -
الشاهد-فريال البلبيسي
بعد ان كانت الاجهزة الامنية تتخذ اشد العقوبة بحق مطلقي الاعيرة النارية في الافراح والمناسبات جاء قرار الامن الناعم ليلغي العقوبات الصارمة بكل من يطلق الرصاص في هذه المناسبات. وقد اصبح رجال الامن العام يسدون اذانهم ولا يحركون ساكنا عندما يسمعون صوت الرصاصات تطلق وكأننا في جبهة حرب. وناشد غالبية الاردنيين المسؤولين في الامن العام العودة عن قرارها بشأن سياسة الامن الناعم الذي تهاون بالاجراءات التي يجب ان تتخذ بجرأة وقوة وبيد من حديد لكل شخص يقوم باطلاق الاعيرة النارية فرحا وابتهاجا خلال الحفل الذي يقيمونه سواء حفل زفاف او حفل تخرج جامعي. وحادثة هذا الاسبوع تأكد على ذلك والتي غالبا ما تكن نهاية هذه الافراح نهاية عكسية وينقلب فرحهم وسعادتهم الى نوح وبكاء وتختفي الضحكات والزغاريد والاغاني الى دموع ينهمر كالمطر حزنا وكمدا على من قتل بهذه الرصاصات التي كانت تطلق بعشوائية. جواد هذا الطفل الذي حلم مرارا وتكرارا بهذه الحفلة وقد رسمها بالساعات بذاكرته وهو فرحا عندما كان يتهيأ للنوم ويدعو الله ان يأتي هذا اليوم الذي طال انتظاره والذي لم يكن يدرك هذا الطفل البريء ان اليوم الذي انتظره وحلم به سيكون اخر يوم له في هذه الدنيا وستكون نهايته فيها. ضحايا كثر وبجميع الاعمار ذهبوا ضحية رصاصات تطلق بالهواء صادرة عن اسلحة يحملها اشخاص وهم يرقصون ابتهاجا وفرحا بالعريس لكن النهاية غالبا ما تكون معروفة، فجأة يتوقف الرصاص بعد صراخ وعويل على المصاب الذي ذهب ضحية حضوره حفل زفاف. الحادثة قتل الطفل جواد 13 عاما واصيب شقيقه عماد 6 سنوات باعيرة نارية خلال حفل عرس في منطقة الحي الشرقي بمدينة مادبا حيث تم نقلهما الى مستشفى النديم الحكومي لاسعافهما وقد وصل الى مستشفى النديم الطفل جواد متوفيا اثر اصابته في منطقة الصدر والبطن بعيار ناري من بندقية خرطوش فيما اصيب الطفل عمار بنفس العيار الناري في منطقة الساعد الايمن وحالته العامة قد تحسنت عندما قمنا بزيارة ذوي المغدور. وقد اطلقت العيارات النارية في حفل زفاف بالخطأ وقد تم القاء القبض على الفاعل. وعن تفاصيل هذه الحادثة الذي اصبحت تتكرر، بجميع انحاء المملكة دون اتخاذ اجراء رادع بمطلقي الاعيرة النارية بجميع المناسبات سواء حفل الزفاف او حفلات التخرج. الشاهد قامت بزيارة ذوي الطفل المغدور والتقت بوالديه اللذين كانا بحالة حزن شديد على فقدانهما ولدهما
في بيت العزاء
الوالد كان بحالة حزن شديد ولم يستطع الحديث بسهولة لانه كان لغاية الان لم يصدق انه فارق ولده بهذه السرعة حيث قال والد جواد ان حفل الزفاف كان لشقيقي فهما عريسان ونريد ان نزفهما في حفل واحد حيث كان حفل الزفاف بتاريخ 6/9/2013 من يوم الخميس وفي ساعة الحادثة لم اكن متواجدا لانني ذهبت لايصال العروستين الى منزل ذويهما، بعد ان انتهيا من صالون التجميل وعندما كنت مصطحبا العروستين بمركبتي لايصالهما لمنزل ذويهما في منطقة ذيبان. اتصل بي احد الاقارب وكانت الساعة حينها الساعة الثالثة ظهرا واخبرني ان ولدي جواد وعندما كان واقفا مع شقيقه عمار امام المنزل ينظران على الشخص الذي يرقص مبتهجا وهو يحمل بيده خرطوشا ويطلق منها الاعيرة النارية بالهواء ابتهاجا بالعرسان واثناء اطلاقه للنار اصيب جواد وشقيقه وقمت بالاسراع غير مدرك اي شيء الا ان اطمئن على ولدي اذا كانا بخير وعندما اوصلت العروستين لمنزل ذويهما اتجهت على الفور الى مستشفى النديم وشاهدت في المستشفى العديد من الاقارب كانوا متواجدين من اجل الاطمئنان على ابنائي وعلمنا بعد فترة ان جواد قد توفي متأثرا باصابته برصاص البامبكشن في منطقة الصدر والذي اصابت منطقة القلب على الفور واما ولدي عمار فكان بحالة متوسطة لاصابته بمنطقة الساعد. واكد ابو جواد ان الجاني هو من قام بانقاذهما الى مستشفى النديم ثم بعدها قام بتسليم نفسه للاجهزة الامنية معترفا بفعلته. واضاف ابو جواد بحديثه انني وبقلب محروق على فقدانه اناشد الاجهزة الامنية اتخاذ العقوبة بكل من يطلق الرصاص بالمناسبات
بعد نبأ الوفاة
قال ابو جواد عندما توفي ولدي جواد انقلب الفرح الى حزن والزغاريد الى عويل ونواح وتغير الحال الى حال واصبح غذاء العرسان عشاء مجبرين والغي حفل الزفاف وقد قام ذوي العروستين باحضار ابنتيهما بفساتين سوداء ولم يكن عليهما اي مظاهر للتزيين وقد دخلت كل عروس لمنزلها دون تواجد اي مظاهر للفرح ودون وجود العريس معها وكل عروس لم تشاهد عريسها الا بعد اسبوع من الزفاف. هذا حالنا الذي انقلب الى حزن لا يندمل ودموع لن تجف على مقتل ولدي جواد. وطالب ابو جواد من وزارة الداخلية ومدير الامن العام وكل مسؤول ان يتخذوا قرارا صارما ضد حاملي الاسلحة في المناسبات لان العواقب ستكون وخيمة عندما تصيب اي شخص. وقال ابو جواد لا اعلم لماذا لا تأتي الاجهزة الامنية عندما تسمع صوت الاعيرة النارية تطلق بهذه الكثافة بالرغم انه يوجد لديها قرار يفيد بانه يجب القبض على كل شخص يطلق الاعيرة النارية، مؤكدا بان رجال الشرطة بالرغم من سماعها صوت الرصاص الا انها لم تحرك ساكنا ضدهم
الام
تحدثنا مع والدة الطفل الذي ذهب ضحية استهتار شخص قلب فرحا الى ترح باطلاقه الرصاص بهذه العشوائية. قالت الام جواد وائل الهاشم 13 عاما اكبر ابنائي وهو في الصف السادس ابتدائي وقد قتل بيوم كان احب الايام اليه وهذا اليوم بالنسبة له يوم عيد لانه انتظره بفارغ الصبر. كان جواد يسألني يوميا كم يوم بقي لفرح اعمامي اشرف وشريف وفي يوم الفرح الذي كانت فيه نهاية ولدي توفي برصاصات غادرة صادرة عن بندقية خرطوش كان يحملها الجاني وهو يطلق الرصاص ويرقص على انغام هذه الرصاصات غير مدرك فعلته الشنيعة بان رصاصاته ستنهي حياة طفل. وقالت كان جواد في هذا اليوم فرحا جدا وارتدى بدلته الذي اشتراها وكان يبدو كعريس صغير، وكان الجاني يرقص فرحا للعريسين اللذين كانا يعدان ملابسهما للذهاب منزل الجاني من اجل الاستحمام في منزله، لكن القدر كان اسرع بقلب الفرح والزغاريد الى نوح وبكاء وعويل عندما قتل طفل بريء كان فرحا جدا بمناسبة زفاف اعمامه. قالت الام هذا اليوم لن ينسى للابد من ذاكرتي لانه يوم شؤوم يوما لا تندمل جراحنا منه، وناشدت الام الثكلى القصاص العادل والصارم على الجاني