ربى العطار
لم يواجه المجتمع الأردني ضغطا بهذا الحجم بسبب التدفق الكمي للأخبار والأحداث التي تحمل في تفاصيلها العديد من المصطلحات التي لم يعتد الأردنيون الاستماع إليها.
فالتنوير، العلمانية، التمكين، والمدنية وغيرها من الكلمات التي اذا قمنا بتحليل المضمون لها لوجدناها وصلت في تداولها إلى حد غير مألوف.
في حديث الناس ونقاشات المثقفين على مواقع التواصل الاجتماعي يبرز جدل واسع حول تعريف تلك الكلمات ومن الغاية من تكثيف النشر عنها بشكل مقصود أو غير مقصود.
فهناك رأي يتحدث عن مؤامرة تحاك ضد العشائر والعادات والتقاليد الأردنية، ومحاولة تمييع الهوية والوطنية والعبث بمسلمات الدين الإسلامي، من خلال تسليط الضوء على هذه المصطلحات وتكثيف تداولها حتى تصبح واقعا يقبله المجتمع حسب نظريات التأثير الاجتماعي.
أما الرأي الآخر فهو يتبنى تلك المصطلحات ويعتبر الهجوم عليها نوعا من التخلف والجمود ويعارض فكرة الدولة المدنية التي تعتبر القانون هو صاحب الكلمة في تحقيق العدالة الاجتماعية.
قبل أيام تم الاحتفال من قبل ما يسمى "التربويين التنويريين" بإعلان عمان عاصمة للتنوير، فكان هذا مثالا حيا على حالة الانقسام المجتمعي بين الدفاع عن الفكرة وبين الهجوم عليها باعتبارها تحمل أهدافا مشبوهة.
كل هذا يحدث والحكومة بعيدة كل البعد عن التوضيح والتبرير، ومازالت تلك الكلمات يتوسع صداها وتداولها دون معرفة الدافع الحقيقي.