فارس الحباشنة
الفقر في الاردن لا يحتاج الى كتابة ولا دراسة. ومن يعيشون في عالم افتراضي لا يريدون ان يسعموا فيه عن الفقر ومتسول ينام بين حاويات الزبالة وطفل ممزق الملابس، واولئك من تؤذيهم الحقيقة وما يجري في المجتمع من فقر مدقع.
مناظر مؤذية تعطل التقدم والتطور والنهوض. والحل بسيط لا نعترف بوجود الفقر والفقراء. لا يهمهم حقيقة أن الاردنيين زحفوا من الطبقة الوسطى الى المعدومة والفقيرة والاشد عوزا وفقرا. وان الحياة الكريمة حلم الكثيرين المستحيل.
كثير من السياسات الاقتصادية هرست طبقات اجتماعية وسطى ومحدودة الدخل، انتقلوا الى جحيم الهامش الاجتماعي وعلى اعتبار انهم كانوا يعيشون بيسر وسترة حال ودون عوز وقلة حيلة.
جغرافيًا ما أن تخرج من حدود عمان الغربية وضواحيها تلامس وتكتشف الفقر اللعين، ولربما هناك فقر في الاردن من نوع آخر، فقر التهميش والاقصاء، فقر وليد للعنة الجغرافيا، وما أقسى هذا النوع من الفقر.
الطبقة الاجتماعية الجديدة الوليدة من الفقراء، كثير من موظفي القطاع العام، ومن لا يمسكون قرشا من راتبهم الشهري، قسط بنك واجرة بين، وفواتير كهرباء وماء واتصالات وضرائب وفواتير طبابة ونقل عام ومحروقات، فيكون الراتب قد استهلك قبل أن يتم قبضه.
هناك شريحة اجتماعية لا تقبض مالا. وقد عبّر مواطن على الفيس بوك ببوست مؤثر قائلا : أه لو أننا نصل الى دنيا بلا فلوس. من أماني الفقراء ، بما تكفل تحقيق عدالة في الفقر والعوز، ونكون جميعا في نفس الحجم والتنافس الطبيعي.
لا تحسب وانت تمشي في السوق أن كل المارين يملكون قوت يومهم. ينظرون الى العروض والمعروضات بقلوب محروقة وانفس متقطعة ومعدومة. لربما ان للفقر الاردني شكل ونوع وطعم خاص، وحتى الفقر لا يقارن بين البلدان، فالفقر الاردني يختلف عن المصري والعراقي والصومالي والسوداني.
في الاردن يخرج الرجل طويلا وعريضا، وشاربه يوقف عليه نسر، ولا يكون في جيبه ثمن باكيت دخان وربطة خبز.