الشاهد -
اتهموها وامانة عمان بوأد الثقافة في الاردن
محادين: اعتصامنا مستمر ولن يقف عند وزارة الثقافة
الشاهد-ربى العطار
نظمت رابطة الكتاب الاردنيين ورابطة الفنانين التشكيليين يوم الاثنين الماضي اعتصاما امام وزارة الثقافة للاعتراض على سياسات (التهميش والتجاهل) التي تنتهجها الوزارة وامانة عمان وبعض المؤسسات الثقافية تجاههم. وطالب المعتصمون باستقالة الوزيرة الحالية والامين العام للوزارة مع ضرورة الاخذ بعين الاعتبار مصلحة ورأي المثقفين في رسم السياسات الثقافية واختيار هيئات تحرير المجلات والاصدارات والفعاليات الثقافية المختلفة والارتقاء بالسقف المادي والثقافي بما يليق بالمشهد الثقافي ان كان على مستوى حرية التعبير والكتابة او على مستوى المخصصات السنوية والتسهيلات الاخرى. وقال رئيس رابطة الكتاب الاردنيين د.موفق محادين ان هذا الاعتصام لن يقف عند حدود وزارة الثقافة فقط بل سيطال كذلك امانة عمان لافتا الى اعتراض الكتاب على قرار وزيرة الثقافة لانا مامكغ بالغاء التفرغ الابداعي وعلى مجمل السياسات الثقافية الرسمية على مدار العقود السابقة. واعلن محادين ان الاحتجاج لن يتوقف عند اعتصام اليوم بل من المقرر ان يتحول الى حراك ثقافي مفتوح في اكثر من موقع الى ان يحصل المثقفون على حقوقهم الكاملة بما يليق بكرامة المثقف ومكانة الثقافة ودورها في الارتقاء بالوجدان وتحصين الاردن امام ثقافات الاقصاء والتكفير والظلالية. وقال كامل نصيرات وهو كاتب بجريدة الدستور وناشر موقع تنفيس خلال مشاركته بهذا الاعتصام انه يجب عودة هيبة المثقف الاردني التي تم سلبها من قبل السلطات بكافة اشكالها على رأسها وزارة الثقافة التي لا تقوم بدورها اطلاقا قد يكون العنوان الابرز هو احتجاج على قرار تجميد او الغاء التفرغ الادبي ولكن هناك مطالب اخرى اهمها عودة الهيبة والمعنوية للمثقف الاردني الذي ما زالت هويته بفعل الثقافة الاردنية ممثلة بجهاتها الرسمية. واضاف ان هذه المطالب ستأخذ حيزها للتنفيذ العملي اذا كان المثقفون الاردنيون مناضلين اما اذا كان المثقفون للفزعات واللحظات الآنية فسيكون مجرد استعراض لا غير. وقال الشاعر والصحفي اسلام سمحان ان هذا الاعتصام جاء متأخرا فكان يتمنى من هذا الاعتصام ان يكون في بداية الاجراءات التي تتخذها الحكومة في تجويع الشعب ولا يجب ان يكون هذا الحراك فقط لاسقاط وزيرة الثقافة بل يجب ان تكون المطالب باسقاط حكومة عبدالله النسور وبرحيلها بالكامل فيجب ان يكون نواة حقيقية في احداث تغييرات في المشهد السياسي المحلي لان المثقفين والكتاب والفنانين هم ضمير الامة وهم صوت الشعب. مشيرا الى ان هذه الاجراءات التي تقوم بها الحكومة تجعل الثقافة باخر سلم اولوياتها فقبل فترة كانت ميزانية الثقافة اربعة ملايين دينار وفي هذه السنة اصبحت مليون ومن الممكن ان تصبح في السنة القادمة خمسمائة الف وهكذا فكل هذه الاجراءات تقوم بها الحكومة لانها تهاب وتخاف من المثقفين لذلك هي تقوم باضعاف المشهد الثقافي من اجل ان ينشغل بكفاف يومه ولقمة عيشه والسعي وراء رزقه وينسى دوره الاساسي والرئيسي بالنهوض بالامة واسقاط انظمة الاستبداد والطغيان. ومن جانبه قال الدكتور زياد ابو لبن عضو الهيئة الادارية في رابطة الكتاب الاردنيين والمستشار في وزارة الثقافة ان هناك تهميش واضح للثقافة من خلال وزارات الحكومة المتعاقبة وهذا التهميش طال مكتسبات الثقافة التي ترفع صوتنا لتحقق من خلال التأمين الصحي ومن خلال المنح الدراسية ومن خلال وجود مقر للرابطة دائم وايضا من خلال اعطاء الثقافة حقها واولوية في خطابات الحكومات المتوالية ورفع سوية الثقافة مشيرا الى ان الموضوع لا يتوقف على وزارة الثقافة وانما الصحف اليومية وامانة عمان تتحمل هذا التهميش موضحا ان هذا الاعتصام هو اول اعتصام وسيكون هناك تصعيد امام رئاسة الوزراء ومجلس النواب وفي اماكن متعددة قد تصل في النهاية الى مقاطعة هذه المؤسسات ووقف العمل الثقافي بالتعاون مع هذه المؤسسات لان هذه المطالب حقوق مشروعة للمثقفين والكتاب والتشكيليين والفنانين ويجب ان يعطى هذا الشأن حقه واولوياته بكل برامج الحكومة القادمة. واضاف محمد ابو عريضة عضو في رابطة الكتاب ان الجهات الرسمية الاردنية لا تحترم المثقفين والكتاب فلا يعقل ان التأمين الصحي لاعضاء رابطة الكتاب مثلا درجة ثالثة ويريدون ان يكونوا ابواقا للسلطة وهذا لن يتحقق لذلك نرفض هذا الاسلوب في التعامل فالحكومة تتعامل مع المثقفين بفوقية وبطريقة غير لائقة وتعتبرهم حمولة زائدة في الوطن. وعبر اسعد العزوني عضو رابطة الكتاب عن موقفه تجاه هذا الاعتصام وقال آن الاوان لاعادة النظر في الخارطة الثقافية في الاردن والتعامل معها كحالة ابداعية وطنية لا كحالة فردية خاضعة للأخذ والعطاء. فالامم الكبيرة تحترم ثقافتها وتساعد مثقفيها على الابداع لكن الساحة العربية بشكل عام طاردة للمثقفين لذلك نرى قحلا ومحلا ثقافيين سواء كان ذلك في الاردن او في الوطن العربي بشكل عام. ويجب على الحكومة رفع يدها عن الثقافة وفتح المجال للمثقفين كي يبدعوا بعيدا عن العصا الغليظة الممثلة بالحرمان وهذا يتطلب عدم التعامل مع المثقفين وكأنهم تحت الطلب او بضاعة للبيع. وفي بيان اصدروه خلال اعتصامهم لخصوا مطالبهم بعدة نقاط اهمها حق التعبير ونشر ثقافة التنوير، تأمين صحي لائق، شراكة في صنع السياسات الثقافية، تخصيص مقرات وقاعات في المراكز الثقافية في المحافظات، شراكة في البرامج والاصدارات والاختيارات الثقافية، تخصيص قطعة ارض ومقر دائم، اعادة صندوق الثقافة، تكريس التفرغ الابداعي وتطويره، تكريس الحق المالي السنوي وزيادته، تفعيل الاتفاقيات الثقافية والشراكة فيها، اقامة متحف للفن الاردني المعاصر، الزام مكتبات المدارس بشراء اصدارات الاعضاء والزام الهيئات ذات الصلة باقتناء اعمال فنية اردنية، توفير فرص عمل للكتاب والتشكيليين العاطلين عن العمل، اعادة المكافآت في الصحف اليومية وتوسيع وتطوير الملاحق الثقافية فيها، اعادة الحياة الثقافية الى امانة عمان باشراك الكتاب والتشكيليين، برامج تلفزيونية ثقافية باشراف المثقفين، احياء الشراكة الدرامية التلفزيونية والاذاعية مع المبدعين
النواب
وفي تطور لاحق وتعقيبا على الاعتصام قال النائب علي الخلايله انه قرر استجواب الوزيرة في مجمل القضايا وايضا التركيز على مسألة تمديد عقد الامين العام مأمون التلهوني الذي بلغ التقاعد منذ عامين، ويأتي ذلك بعد شكاوي كثيرة من المثقفين الذين اتهموا الوزيرة والتلهوني بوأد الثقافة في الاردن
وزيرة الثقافة
الوزيرة بدورها قامت بلقاء المعتصمين مؤكدة على ان قرار تجميد جائزة التفرغ الابداعي جاء بعد مطالبة من مثقفين قال انه وقع ظلم عليهم نتيجة الاجراءات غير العادلة تجاه المشاركة وتوزيع هذه الجائزة. وقالت مامكغ انها ستدرس الموضوع وتنتظر اجماعا خطيا من المثقفين على اعادة اصدار الجائزة، الا انها اصرت على موقفها وهذا ما رفضه المثقفون مؤكدين ان هناك اجراءات تصعيديه تأتي لاحقا