فارس الحباشنة
ما لا أفهمه في المزاج الاردني أن يوفد الناس للمباركة لوزير بمناسبة تكليفة لاول مرة أو ثاني وثالث مرة. ولا أجد بدا من القول، لوتعرفوا كيف أصبح فلان وعلان وزيرا.
دواوين ومقار فتحت ابوابها لاستقبال المهنئين، واذا ما قلبتم الصور فالوجوه متشابه، البعض من مجموعات متخصصة في العادات الاجتماعية يجولون على المقار والدواوين، ومهمتهم الاجتماعية المباركة والتعزية.
وزير غادر ووزير جديد عين، على الوجهين. بالمناسبة في الاتراح المصرية يجلبون امراة تسمى اللطامة، واجبها ويدفع لها فلوس أن تقوم بالبكاء والعويل والنوح عن أهل المتوفى، وكنا نشوفها في الافلام بتطقع ثيابها بكاء وندبا وعويلا.
المباركة لوزير تحفة اجتماعية اردنية. صف من اقارب الوزير يقفون على البوابة يستقبلون المهنئين، ولا أعرف ماذا يقول المهنئ لاهل الوزير واقاربه، كل وزارة وانتم بالف خير مثلا.
وقهوة سادة وكنافة، والبعض يوغل في الموقف، ويذهب الى تقديم مناسف. في المباركة للوزير، هل تختلف حسب الوزارة التي عين فيها.
يعني وزير السياحة تقول له كل وفد سياحي وانتم يخبر، والمالية كل قرض ومنحة دولية وانتم بخير، والاعلام كل خبر وانتم بخير، والعمل كل فرصة عمل وتسفير عامل وافد وانتم بخير.
بجد، ماذا يقول المهنئون للوزراء، وماذا يرد الاخيرون عليهم. لم يسبق لي أن قدمت مباركة وتهنئة لوزير ولا رئيس وزراء، ولا أعرف ماذا يجول ويدور في صالونات ودواوين المباركات.
لا أرى في الراهن السياسي الاردني أن الاحتفال بالوزارة صحي وقويم ومناسب. في بلد يمر بأعتى الازمات اقتصاديا وسياسيا. ولا اريد أن اهدم معنويات المهنئين، ولكن من الواجب والضروري أن نعرف كيف يفكرون كلاهما الوزير وحامل المباركة والتهنئة؟!