الشاهد - رمضان الرواشدة
تشكل السياحة في الاردن رافعة مهمة من روافع الاقتصاد الوطني حيث تشير الاحصاءات إلى أن الدخل السياحي الأردني يشكل 12 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي وهو رقم جيد لكن بالمقارنة بغيرنا من الدول الشبيهة يجب رفع هذا الرقم الى اعلى بحيث يكون الدخل السياحي المباشر وغير المباشر على الاقتصاد الاردني اقوى ويسهم في نشاطات متعددة مرتبطة بالسياحة.
في اليومين الماضيين استمعت من مسؤولين وشخصيات اكاديمية واقتصادية في العقبة إلى ما يمكن القول انه تقدم كبير في نمط السياحة في العقبة التي تعتبر من الوجهات السياحية في المنطقة وتشكل مع منطقة وادي رم والبترا ما يسمى المثلث الذهبي الذي يقصده مئات الآلاف من السائحين من داخل المملكة وخارجها.
في العقبة حوالي 40 الف فرصة عمل في مجالات السياحة المباشرة وغير المباشرة وهذا الرقم مرشح للزيادة الى حوالي 70 الف فرصة عمل في العام 2025 كما ان الغرف الفندقية التي تبلغ الآن 6 الاف غرفة مرشحة للزيادة بفعل المشاريع المتعددة في العقبة الى 12 الف غرفة فندقية.
ما يميز العقبة ليس البحر والمياه الدافئة او موقعها المتميز بين عدد من الدول التي يأتي منها السياح بل تكمن قوتها فيما يمكن تسميته سياحة المهرجان وهي فرصة نجاح اذا تم التعامل معها بلا خوف او تردد بسبب معارضة بعض الفعاليات او الاشخاص من داخل العقبة او من خارجها.
في بداية هذا الشهر قام مشروع واحة ايلا بتنظيم حفلة للمطرب عمرو دياب كانت ناجحة الى حد بعيد حيث حضر الحفلة من داخل الاردن وخارجها، اكثر من 8500 شخص وتم حجز كل فنادق العقبة وشققها المفروشة واشتغلت كل مرافق العقبة من مطاعم وتكسيات وغيرها في نجاح يشكل حافزا لدعم المزيد من الفعاليات في العقبة.
مثلما السياحة الدينية في المقامات مهمة وسياحة المؤتمرات والمغامرات وغيرها فان سياحة المهرجانات يمكن ان تدر دخلا كبيرا على العقبة واذكر ان حفلة الموسيقار ياني التي كانت مقررة السنة الماضية الغيت لاسباب منها بعض الضغوطات كان من الممكن ان تجلب السياح ومحبي الموسيقار من كل دول الإقليم.
وهنا يجب على سلطة العقبة الاقتصادية الخاصة عدم الخوف والتردد وكسر الحاجز وترك من يريد ان يعارض لمجرد المعارضة والمضي قدما في استقدام كبار الفنانين لاحياء الحفلات في العقبة، مثلما فعل القطاع الخاص وخاصة مشروع ايلا، لتضاهي غيرها من الاماكن القريبة منا والتي نجحت في ازدهار السياحة في مناطقها.
كما أن إقامة مهرجان نصف سنوي لمدة أربعة أو خمسة أيام يمكن ان يشكل موسما سياحيا ناجحا في هذه المدينة الساحرة والتي تضع كل الدولة الرهان عليها كقصة نجاح مثلما نجحت غيرها من مشاريع في دول الاقليم.
في العقبة امكانيات كبيرة ومهمة لتكون قصة نجاح كبيرة المهم ان لا يكون هناك تردد في اتخاذ القرار المناسب والعمل سريعا على تنويع الدخول السياحية فالسائح ليس بحاجة فقط الى بحر وشمس وهواء بل هو بحاجة الى ترويح عن النفس وترفيه وهو ما يمكن ان نقدمه بالفعل في العقبة.