النقابي إبراهيم حسين القيسي
إذا تعقبنا بداية نشأة عادة إطلاق العيارات النارية في المناسبات، فقد نجد عذراً لإتباع الناس لهذه العادة في الماضي، حيث لم يكن هناك وسائل إعلام كالصحافة والتلفزيون والإذاعة ووسائل الإتصالات الأخرى وأهمها الهاتف
وقد اكتسبت هذه العادة في بداية تكونها ونشأتها الطابع اليدوي القبلي لحاجة المجتمع البدوي الذي كان يسكن بيوت الشعر والتي كانت تتناثر عبر السهول والبطاح. فكان الإنسان في ذلك الوقت بحاجة إلى وسيلة إعلام وإشهار الحدث السعيد فلم يكن أمامه إلا الرصاص والبندقية حتى يلفت انتباه أبناء عشيرته الذين يبعدون عنه مسافات شاسعة. فتواكبت عملية إطلاق العيارات النارية مع حالات الولادة التي يتم فيها إنجاب البنين وعودة الغائبين ومناسبات الزواج. وشيئاً فشيئاً انتقلت هذه الظاهرة إلى المجتمع المدني وظلت موروثا إجتماعياً تناقله أبناء البادية الذين ساروا نحو التقدم والاندماج في المجتمع المتحضر. وانتقلت هذه الظاهرة أيضاً إلى مجتمعاتنا الريفية حتى أصبحت ظاهرة عامة في مجتمعنا، وتفاقمت لدرجة أننا أصبحنا نتعامل في نهاية أفراحنا وعند الإعلان عن نتائج الثانوية العامة وفي مباريات كرة القدم والأعراس وحفلات التخرج أصبحنا نتعامل مع نتائج معارك ينتج عنها قتلى وجرحى ومآسي تدمي القلوب. وجميل جداً أن يتم إصدار قانون مؤقت ليكون رادعاً لمن تأصرت فيهم عادة إطلاق العيارات النارية في المناسبات، تلك العادة التي لم يعد لها ضرورة للإعلان والإشهار عن المناسبات وذلك لتوفر وسائل الاتصال والإعلام المتحضرة وغير المؤذية، هذا من ناحية، أما من الناحية الأخرى فإن هناك مسؤولية كبيرة تقع على المرأة الأردنية في مجتمعنا وذلك لعدم وقوفها بقوة وحزم وصلابة أمام رجلها وأخيها الذي لا زالت عادة إطلاق العيارات النارية راسخة في وجدانه منذ قبيلتنا الأولى كتعبير عن الرجولة وإثبات الذات وإصراره على التمسك بهذا الموروث الاجتماعي الذي أصبح لا يليق بزمننا الذي امتزج بالحضارة والتقدم والرقي. ولهذا نقول ونؤكد أنه تقع على المرأة في مجتمعنا مسؤولية ومسؤولية كبيرة فيما إذا قررت أن تبقى صامتة وأن لا تبادر إلى نصح الرجل وإرشاده للكف عن هذه العادة السيئة، لا أن تهلل له في المناسبات وتشجعه من خلال إطلاق الزغاريد والأهازيج التي تدفعه وتزيد من حماسه ليستل رشاشه ويطلق له العنان في كل الاتجاهات. فهذه دعوة للمرأة الأردنية بأن تتحمل مسؤوليتها وأن تلغي من قاموسها أهزوجة
ibrahim_alqaisy@hotmail.com