أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية المقالات البتراء وتيسير السياحة الاجنبية

البتراء وتيسير السياحة الاجنبية

12-09-2013 11:23 AM

عبدالله محمد القاق

اتيحت لي الفرصة منذ ايام زيارة مدينة البتراء التاريخية برفقة عدد من الصحفيين الاجانب والتي يقصدها الكثير من الزوار والتي اصبحت بحاجة الى خدمات اكثر ورعاية اكبر من القائمين عليها لجذب اكبر عددممكن من الزوار فضلا عن ان فرض رسوم خمسين دينارا على كل اجنبي يرغب في زيارتها امر كثير وبحاجة الى اعادة نظر خاصة وانني استمعت الى احاديث من صحفيين اجانب حول ارتفاع هذه الرسوم . كما اتيحت لي الفرصة لزيارة متحف بطرسبرغ التاريخي في روسيا وكذلك برج ايفيل في فرنسا ومغارة جعيتا في بيروت ومتاحف اجنبية عديدة في دول العالم فلم اشاهد مثل هذه الرسوم الباهظه على السواح والزوار الاجانب كما هو الحال في الاردن لاننا نريد تشجيع السياحة في الاردن في ضوء الاحداث في مصر وتونس ودمشق ولبنان ان المدينة الوردية البتراء كواحدة من عجائب الدنيا السبع حيث استعادت - مدينة الانباط العرب - مكانتها التاريخية والحضارية بين دول العالم لجمالها وسحرها الفتان تمثل منارة اشعاع حضاري وثقافي ليس للاردن فحسب بل للعالمين العربي والاسلامي. وجاء هذا الاختيار لما للبتراء من اهمية تاريخية وسياحية وحضارية كما قال الدكتور معروف البخيت رئيس الوزراء ، ان اختيار البتراء واحدة من ضمن قائمة عجائب الدنيا السبع يعد انصافا انسانيا لمدينة عظيمة وعريقة قدمت للانسانية انموذجا فريدا في الرقي والازدهار والفن الحضاري. ولذلك وجب الاهتمام بها بشكل اكبر ونيسيير الزيارة للسواح الاجانب بشكل افضل
ولا شك ان وجود هذه المدينة الخالدة ضمن هذه القائمة يتطلب جهودا وطنية مثمرة للافادة من هذا الحدث العالمي وتعزيز جذور الهوية الاردنية والانتماء وكذلك تعظيم العائد السياحي من هذه المدينة التي تملك الكثير من الامكانات مما يجعلها احد اهم مصادر الدخل الاستراتيجي للاردن اذا ما احسن استغلالها والاستمرار في الدعاية لها بعيدا عن السكون بعد هذا الانجاز الكبير.
وتعتبر مدينة البتراء ، عاصمة الانباط العرب - التي شاهدت الاحتفالات بهذه المدينة الوردية لدى اعلان النتائج مع اكثر من عشرة الاف مواطن ممن قدموا لهذه المدينة من مختلف مدن ومحافظات الاردن - ، اعظم واشهر المعالم التاريخية في الاردن ، وهي تقع على مسافة 262 كيلو مترا الى الجنوب من عمان. وقد وصفها الشاعر الانجليزي بيرجن بانها المدينة الشرقية المذهلة ، المدينة الوردية التي لا مثيل لها. قبل اكثر من الفي سنة اخذ اعراب الانباط القادمون من شبه الجزيرة العربية يحطون رحالهم في البتراء. وبالنظر لموقعها المنيع الذي يسهل الدفاع عنه ، جعل الانباط منها قلعة حصينه واتخذوها عاصمة لدولة الانباط ، التي دامت ما بين 400 ق م وحتى 106 م ، والتي امتدت من ساحل عسقلان في فلسطين غربا وحتى صحراء بلاد الشام شرقا. ونظرا لموقعها المتوسط بين حضارات بلاد ما بين النهرين وبلاد الشام والجزيرة العربية ومصر ، فقد أمسكت دولة الانباط بزمام التجارة بين حضارات هذه المناطق وسكانها وكانت القوافل التجارية تصل إليها محملة التوابل والبهارات من جنوب الجزيرة العربية والحرير من غزة ودمشق والحناء من عسقلان والزجاجيات من صور وصيدا واللالئ من الخليج العربي.
وتتميز مدينة البتراء بأنها حفرت في صخر "وادي موسى" الوردي ، ولذا سميت بالمدينة الوردية. وهي مدينة متكاملة يستطيع السائح أن يرى فيها كل المعالم الأساسية للمدينة ، من "الخزنة" (بيت الحكم) إلى المدرجات العامة التي بنيت للاحتفالات والاجتماعات العامة ، إلى "المحكمة" وأماكن العبادة ، وحتى بيوت أهلها المحفورة في صخرها الوردي الملون. كما تتميز بمدخلها المحكم ، فقد حفرت بين جبال شاهقة صلدة مع شق ضيق "السيق" تظهر على جنباته بقايا غرف الحرس ومناطق المراقبة. كما تميزت البتراء بنظامها المائي الفريد ، إذ تتوزع فيها أقنية مبنية بشكل هندسي يضمن انسياب الماء بفعل الجاذبية من منابعه وعيونه إلى كافة المناطق الحيوية في المدينة.
واعتقد انه يجب ان يتم عقد الندوات والمؤتمرت الكبرى في هذه المدينة واعادة تخطيط مداخلها خاصة وان سلطة اقليم البتراء معروفة بنشاطها الكبير ودورها المميز في تنظيم وتطوير هذه المدينة الجميلة والخالدة كما ينبغي على المسؤولين وفي مقدمتهم وزير السياحة الذي نشهد له بالدور المميز عربيا ودوليا في الترويج لهذه لمدينة ان يقدم لرئاسة مجلس الوزراء الميزانيات اللازمة لتطوير هذه المدينة وشوارعها التي تفتقر الى العناية فضلا عن انشاء مرافق عامة على مداخلها وعلى جنباتها المتناثرة في وادي موسى كالحدائق وغيرها كما ان على المسؤولين ان يتكاتفوا معا من اجل العمل على المزيد من ايجاد البحوث عن المدينة الوردية ومواصلة التنقيب عن اثارها الخالدة وان يعملوا على اقامة خط طيران للطائرات الصغيرة الى البتراء في العديد من المناسبات فضلا عن تكليف جهات فنية ومعمارية عربية لبحث انجع السبل لاقامة المشاريع والمرافق التي يمكن ان تخدم هذه المدينة ومن بينها انشاء (تلفريك) فوق المدينة الوردية ليشاهد الزوار معالم هذه الحضارة التاريخية والاثرية منذ عهد الانباط حقا
ان البتراء رئة العالم ، ورئة الاردن اولا... ونجحت بكل المقاييس بالمرتبة الثانيه عن جدارة واستحقاق ، فعلينا الحفاظ على هذه النتائج الباهرة التى حققها الاردن الصغير في عدد سكانه ، الكبير بشعبه وبمقدراته وانجازاته التي رسمها له جلالة الملك عبدالله الثاني في هذه الواحة من الامن والاستقرار والرخاء والازدهار .. فهل يمكن للانسان الواعي المثقف والحضاري ، ان ينصف البتراء بجمالها الاخاذ ودورها الكبير لمكانتها الوطنية والقومية التى تجعلها موضع الاعتزاز لخدمة ثقافة الحوار والحضارة ورد المحاولات اليائسة التي يحاول العالم الغربى الصاقها بعالمنا العربى بانه مصدر التخلف والرجعية متناسيا انه مكان يسمو به العالم من حيث التسامح والاخاء وينشد حوار الحضارات في هذه الظروف الحرجة abdqaq@orange .jo رئيس تحرير جريدة سلوان الاخبارية





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :