افتتاح مؤتمر النقاد الاردنيين الثامن بعنوان "الرواية والفلسفة"
12-10-2019 01:35 PM
الشاهد - افتتح صباح اليوم السبت المؤتمر الثامن لجمعية النقاد الاردنيين بعنوان "الرواية والفلسفة" في دائرة المكتبة الوطنية في عمان، بمشاركة نقاد وروائيين ومثقفين أردنيين وعرب.
والقى رئيس الجمعية الناقد الدكتور زياد ابو لبن كلمة في افتتاح المؤتمر الذي يأتي بالتعاون مع وزارة الثقافة، قال فيها؛ إن الرواية العربية المعاصرة تحولت إلى وسيط حضاري ومعرفي، وتمثل اليوم، ما مثّله الشعر العربي القديم (ديوان العرب) في العصر الجاهلي وما بعده، في الحضارة العربية الإسلامية. وأوضح أن الرواية العربية الجديدة بشكل عام والرواية الاردنية بشكل خاص لم تعد مجرد حكاية درامية أخلاقية، مباشرة ونمطية في تقنياتها على مستوى الشخوص والفضاء العام، فقد حققت قطيعة معرفية وفنية مع رواية البدايات، الحافلة بالمباشرة والوقائعية والعبر الساذجة. وتابع أن الرواية أصبحت اليوم مغامرة وتجريب، ومستودعا للأفكار والتأملات الفلسفية الوجودية والرؤى العميقة في الواقع والإنسان وصراعاته الداخلية والخارجية، واتكأت شكلا ومضمونا على الفلسفة والنقد الأدبي الفلسفي، وصنعت منها الفلسفة ومن وجودها في الرواية ما يسمى الرواية الذهنية أو الفكرية، وعكست الأعمال الروائية العظيمة أفكار الروائي واتجاهاته الفلسفية أو مناخ العصر ومزاجه الفلسفي. وقال "لقد تعددت مستويات علاقة الفلسفة بالرواية، فهي تارة مضمون الرواية وحمولتها الكلية، وتارة أخرى تحمل وتناقش بالتخييل ما تناقشه الفلسفة بالعقل والاستدلال موضوعات الراهن العربي، الذاتي والموضوعي العام الذي يعج بالمفارقات والثنائيات الضدية وأهمها سؤال الهوية والحب والحرية والاغتراب والسلطة وثنائية الأنا والآخر أو الشرق والغرب إضافة للقضايا الجمالية والقيم الإنسانية". ولفت إلى أن الفلسفة واكبت السرد العربي القديم، وتداخلت معه، فأثرت وتاثرت في الحكاية الأليغورية والرمزية والصوفية والفلسفية، من الغربة الغربية للسهروردي إلى حي بن يقظان لابن سينا وابن الطفيل، كما واكبت السرد الروائي العربي الحديث من رواية غابة الحق لفرنسيس المراش في القرن التاسع عشر، إلى رواية الطريق لنجيب محفوظ، والتي مثلت ذروة المرحلة الفلسفية في مسيرته الإبداعية، إلى روايات المفكر العربي المعاصر عبد الله العروي. وقال انه انطلاقا من أهمية الموضوع، ولهذا التداخل والتأثير المتبادل بين الفلسفة والنقد والرواية جاء انعقاد هذا المؤتمر، تحت عنوان الفلسفة والرواية. وفي كلمة المشاركين التي القتها الناقدة الدكتورة سحر رامي من مصر لفتت الى اهمية هذا المؤتمر واثره الفكري والانساني حيث يناقش اسمى المجالات البحثية التي تتعلق بوجود الانسان وكيانه وهويته وموقفه الكوني الا وهي الفلسفة. وقالت ان المؤتمر يناقش علاقة الفلسفة بالابداع وتحديدا الرواية، لافتة الى ان الرواية في العصر الحديث اصبحت تمثل حالة جديدة من الوعي متجاوزة فن الحكي المباشر الى عالم ممتد من الاسئلة والتفاصيل والاطروحات التي تعبر عن واقع الانسان وتفتح نافذة الرؤى المستقبلية لعلاقته بذاته وبالعالم.
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات
أكتب تعليقا
رد على :
الرد على تعليق
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن
الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين
التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.