عمان أصبحت بؤرة للاختناق المروري، واخطبوط الأزمة يمد اذرعه حتى يغلق الطرق الرئيسية والفرعية. مشروع الباص السريع أصبح تنفيذه كالمثل الدارج "يا بطخه يا بتكسر مخه"، فقبل عام كانت الشكوى من تعثر مشروع الباص السريع وتوقفه، وخلال هذه الفترة أصبح تنفيذ المشروع يسير بسرعة مجنونه، لدرجة أنها تسير على نحو يفرض إغلاقات وتحويلات على طرق نابضة بالأزمة اليومية. اليوم مثلا، تم إجراء تحويلات على طريق اوتستراد عمان الزرقاء مما أدى لتراكم المركبات بشكل مزعج نظرا لحيوية هذا الطريق. كما تم مفاجأة الناس بإغلاقات في منطقة الشميساني. نحن مع سرعة الإنجاز، لكن ليس من خلال إغلاق الطرق بهذا الشكل غير المنظم، لماذا لا يتم تنفيذ المشاريع أولا بأول؟ هذا التشتيت في مشاريع الباص السريع خلق حالة من الفوضى وكأنها "سرطان" أصاب عمان بتلبك مروري. تساؤلات أخرى شككت في تنفيذ المشاريع واعتبرت بأن هناك تهاون وعدم مراقبة في المواد والبنية التحتية ، فالوصلة الخرسانية التي سقطت اثناء تنفيذ مشروع المحطة فتح شهية منتقدي أمانة عمان.
الشاهد رصدت ردود أفعال المواطنين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي على تحويلات (عمان، الزرقاء، مرج الحمام، ماركا... وغيرها). التساؤلات أثيرت حول المدة الزمنية للمرحلة الاولى، وعن الحوادث العرضية التي سيواجهها تنفيذ مشاريع هذه المرحلة، مثل كسر خطوط مياه أو كهرباء، أو انهيارات أرضية أو جانبية، وكم ستستمر معاناة الأردنيين لتنفيذ المرحلة الأولى. آخرون كانت تعليقاتهم ساخرة، فمنهم من اقترح الرحيل لكوكب "زحل" لحين انتهاء الباص السريع. ومنهم من اقترح "ساخرا" بناء مطارات وتوفير طائرات هليكوبتر بين الزرقاء وعمان لنقل الموظفين وطلبة الجامعات. أما الطريق الصحراوي فكان محور اهتمام الحديث، فالاردنيون يعبرون عن سخطهم بسبب عدد الوفيات والإصابات التي يرتكبها "طريق الموت". فكان الرأي أن الأولوية في سرعة إنجاز الطريق الصحراوي لإيقاف نزيف الدم. أخيرا، يبدو أن "لكل قرية مختار"، فوزارة الأشغال العامة والإسكان تصرح بخصوص الصحراوي وأمانة عمان تصرح بخصوص الباص السريع، مما يدل على غياب التخطيط في توحيد الجهود لتنفيذ المشاريع المرورية في كافة محافظات المملكة.
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات
أكتب تعليقا
رد على :
الرد على تعليق
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن
الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين
التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.