النقابي إبراهيم حسين القيسي
في بداية الحكاية المصرية الربيعية كان من المؤكد أن الإخوان قد بلعوا الطعم عندما حازوا على أغلبية برلمانية في مجلسي الشعب والشورى وتوجوها بكرسي الرئاسة، لقد أصبح من واجبهم إدارة دولة تعاني من المديونية والبطالة ومن تجذر أجهزة الدولة وأتباع الرئيس مبارك مما أشار إلى أن فشلهم كان حتمياً، الآن يُدفعون بإتجاه طعم آخر منذ عزل الرئيس مرسي على يد الجيش إستجابة لما سمي ثورة ثلاثين يونيو، المطلوب دفعهم نحو التطرف والعنف رداً على المذابح التي تمارس ضدهم من قبل الحكام الجدد كما حصل خلال فض إعتصامي النهضة ورابعة العدوية وقبلها مذبحة الحرس الجمهوري وأخيراً مذبحة سجن أبو زعبل، هناك سعي حثيث لإخراج الجماعة عن طورها ودفعها بإتجاه العنف والتطرّف من خلال البطش بأتباعها ومؤيديها وإعتقال قيادات الصف الأول وعلى رأسهم المرشد العام، وقد استخدم لتحقيق هذا الهدف كل وسائل الإعلام التي باتت تصف الجماعة بأنها إرهابية، بل أن أجهزة الإعلام المصرية الرسمية والمجندة من القطاع الخاص من خلال الأموال النفطية تمارس ضد الجماعة عملية إغاظة وإهانة بأبشع الوسائل والطرق، لدرجة أن وسائل الأعلام المصرية صورت عملية فَضِّ الإعتصامين على أنها حالة حرب، نتج عنها نصر مبين فاق نصر أكتوبر، كل ذلك في سبيل إغاظة الجماعة وإخراجها عن طورها وسلمية حراكها كي تبتلع الطعم وتنتقم لنفسها من خلال إستخدام السلاح ليتم الإجهاز على أكبر تنظيم إسلامي عالمي مؤثر على الساحة العربية والدولية، مع أن الواقع يقول أن الجماعة بإمكانها إذا ما مالت إلى التطرف والعنف أن تغير المشهد لصالحها خلال ساعات فقط، هذا إذا ما استعملت السلاح، واقع الجماعة في مصر مختلف عما هو عليه في الأقطار العربية الأخرى فهي تتمتع بقاعدة شعبية عريضة بين جميع فئات الشعب المصري ومكوناته، لكن! إلى متى تستطيع الجماعة المحافظة على سلمية حراكها وممارسة عملية ضبط النفس وعدم الإندفاع نحو الطعم الجديد الذي يتم دفعها بإتجاهه من خلال ممارسة شتى أنواع العسف والعنف، لغاية الآن نجحت الجماعة في عملية ضبط النفس وإظهار نفسها على أنها الطرف المغلوب على أمره كما استطاعت إستيعاب الضربة القاسية التي تلقتها، لكن هل ستبقى الأمور على هذه الحال هذا ما ستفصح عنه الأيام القادمة. ibrahim_alqaisy@hotmail.com