بقلم المحامي موسى سمحان الشيخ
زائران يدقان ابوابنا بقوة في هذه الايام ايام الثورات العربية، ايام غليان الشارع العربي الذي شهد ظلما تاريخيا غير مسبوق، الزائر الكريم الاول فهو شهر رمضان المبارك، وهو شهر التقوى والغفران، شهر ينتظره المؤمنين بفارغ الصبر حيث تحاول النفس جاهدة الخلاص من براِثن الدنس وسطوة الشيطان، يجيء الشهر الفضيل هذا العام واردننا الغالي يعاني هزات اقتصادية مخيفة، كما يعاني من ازمات سياسية طاحنة ليس اقلها اقرار نظام الصوت الواحد الذي سيضع البلاد في وضع حرج، يجيء رمضان والغلاء والفقر والبطالة تشهد مستويات ونسب غير مسبوقة، وبين مطرقة الضغط الاقتصادي وسندان السياسة المفلسة التي نحياها هذه الايام يجيء رمضان ليجعل المواطن حائرا ماذا يفعل، لكن المؤكد والاكيد ان المواطن يستطيع كما يفعل في اغلب المرات في تجاوزها هذه الازمة اذا اقلع عن كثير من العادات والمصروفات وتحرر من الارث التقليدي الذي لا يرى في الشهر الفضيل سوى الولائم والمناسف والحفلات، شهر رمضان في الاول والاخر للعبادة اما الزائر الاخر والذي غدا شبه دائم في الاردن فهو هذا العنف غير المسبوق خاصة لدى طلاب الجامعات عنف يشي بافلاس كبير - له اسبابه المعروفة - للناشئة الجديدة، لقادة المستقبل، فبعد الجامعتين الاردنية والتطبيقية جاءت احداث جامعة مؤتة والتي استخدمت فيها كافة انواع الاسلحةوتم ا حراق الاخضر واليابس والامر ذاته جرى مؤخرا في جامعة العلوم والتكنولوجيا، هذا الزائر القذر والمفلس ليس من شيم وقيم الاردنيين، هو ظاهرة طارئة يجب وأدها ومعالجتها بقوة وشتان بين زائر وزائر، عافى الله الاردن وحماه.