باسم سكجها
عمل مقاولاً لحساب الجيش المصري، وممثّلاً لم يترك أدنى أثر على الشاشة، وأثرى بشكل غير طبيعي من أعمال الإنشاءات، حتى أنّه إشترى سيارة للاعب كرة القدم الشهير ميسي، ويعيش كما كلّ النجوم الأغنياء بعد خروجه من مصر، فيتنقّل باليخوت ويسكن أغلى الفنادق، ولا شيئ يوحي بأنّه قائد ثورة “الغلابى”.
الكلّ بات يعرف أنّ إسمه هو محمد علي، ولأنّه يضع رأس النظام المصري خصماً له، ففيديوهاته التي تحمل شكلاً كوميدياً تملأ وسائل التواصل الاجتماعي، وتحقّق أعلى المشاهدات، حتى أنّ الرئيس نفسه اضطر للردّ عليها بشكل غير مباشر، وهذا ما أعطاها زخماً إضافياً.
محمد علي بدأ نشر “أفلامه” باعتبارها تصفية حسابات شخصية ومن أجل مطالبات مالية، ولأنّها لاقت إنتشاراً سريعاً عجيباً غريباً مريباً أخذ الرجل بتطوير مطالباته حتى وصلت إلى الدعوة لثورة جديدة كما جرى في يناير، ومع خروج مظاهرات في شوارع مصرية في موعد دعا له، فهو يطالب الآن بمليونية في ميدان التحرير!
معروف، تماماً، أنّ مصر تمرّ في أزمة اقتصادية خانقة ولن يأتي حلّها بين ليلة وضحاها، ومعروف أكثر أنّ الأزمة السياسية حاضرة بشدّة فالمسار الديمقراطي عُطّل، فلم تسر الأمور كما جرى في تونس التي كان لها السبق أصلاً في ما سمّي بـ”الربيع العربي”، هذا كلّه معروف.
ولكنّ المعروف أكثر من هذا كلّه أنّ مصر ستبقى دوماً أولوية على أجندة خارجية، بمساعدة داخلية، تريدها البقاء في دائرة الأزمات، بحيث لا يكون هناك مجال للعودة، وستبدي الأيام أنّ المقاول الثريّ محمد علي جزء منها، وحفظ الله لنا مصر أمّ الدنيا، وللحديث بقية.