أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية المقالات الإسلام السياسي .. ومآلات الصحوة الإسلامية

الإسلام السياسي .. ومآلات الصحوة الإسلامية

31-08-2013 11:26 AM

أ. د. فيصل الرفوع

إذا كان مفهوم الصحوة الإسلامية في بعض جوانبه، يعني للعديد من الباحثين، عملية تنظيم العلاقة العقيدية للمسلم، مع الابتعاد عن الجوانب الخلافية، خاصة ما يتعلق في الجانب السياسي منها، فإن الإسلام السياسي، يعني ربط السياسة بالدين، وإخضاع الممارسات الإنسانية بكافة جوانبها للمعايير العقيدية، وتطبيق المفهوم الجهادي للوصول إلى الأهداف المنشودة. كما يدعو الإسلام السياسي إلى إعادة البناء الأيدلوجي - الدنيوي للإسلام، بما يتلاءم مع التشريعات العقيدية، بالإضافة إلى تفعيل سيادة العدالة والإنصاف، وإعتماد قواعد التعامل في النطاق الداخلي، والممارسات الخارجية، على النص القرآني
والإسلام السياسي، الذي ينظر إلى الإسلام كدين ودولة، يرى أن أسباب تراجع الدور الحضاري للمسلمين، جاء نتيجة حتمية ومنطقية لعدم تطبيقهم لجزيئات وتفاصيل الشريعة الإسلامية، وإستبدال الشريعة الإسلامية بالقيم والمبادئ الدنيوية للآخر، وبالتالي فإن أي دور للإسلام والمسلمين يأتي من «قاعدة أساسية تنطلق في الأساس من تطبيق الشريعة الإسلامية وقيمها على المجتمع الإسلامي»، بما فيه نظام الحكم. ويجسد ذلك الخطاب الشمولي للإسلام السياسي، الذي ينظر إليه أنصاره، بأنه « المرشح لحركتي الاستيعاب والاحتواء للمجتمعات الإسلامية «، للوصول إلى أهدافها المنشودة في إقامة المجتمع الإسلامي القادر على التأثير في العلاقات الدولية بل وقيادتها
وقد إرتبطت الصحوة الإسلامية لدى المسلمين، خاصة العرب، بحركة التحرر من الإستعمار، وأخذت الهوية العربية- الإسلامية تفرض وجودها على عملية مقاومة القوى الإستعمارية، خاصة في وادي النيل والمغرب العربي، إلا أن مفهوم الصحوة الإسلامية اليوم يبدو للعديد من مفكري الغرب، حدث جديد وظاهرة طارئة. وهذا يتنافى مع طبيعة الظاهرة التي لا تقتصر على الجانب العقيدي للإنسان المسلم، بل تتعدى ذلك إلى إعادة تجديد المشروع الحضاري النهضوي للعرب والمسلمين. وقد واجهت هذه الظاهرة القبول والتأييد في كثير من شرائح المجتمع العربي والإسلامي، خاصة الشرائح غير المسيسة والبعيدة عن السياسة. وفي القرن العشرين، إمتزجت ظاهرة الصحوة الإسلامية مع الإسلام السياسي، قبل أن يحزم الغرب أمره، بعد أحداث ايلول-سبتمر 2001، ويعتبر الإسلام «العدو رقم واحد» للسلام العالمي
وقد بدأت مؤشرات تنامي مفهوم الصحوة الإسلامية على يد المفكرين، جمال الدين الأفغاني، ومحمد عبدة، ورشيد رضا، وإستطاع هؤلاء المفكرون إحداث نقلة نوعية وجادة ومتميزة في مفهوم الإسلامي الحديث، بالرغم من نأيهم عن تأطير فكرهم السياسي هذا بحزب أو حركة معينة، حتى جاءت « حركة الأخوان المسلمين « في عام 1928، لتنظيم الطروحات الإسلامية في حركة سياسية- بعيدة عن العنف. وبالرغم من أن حركة الإخوان المسلمين، تعبر عن الإسلام السياسي منذ بداية تأسيسها، إلا أن ظاهرة الإسلام السياسي لم تتصدر الاهتمام العالمي إلا في العقود الثلاثة الأخيرة - بعد 1980
وبالتالي فإن الصحوة الإسلامية في الجوهر هي أقرب إلى ظاهرة « الإسلام الانسحابي»، الذي يتناول الجوانب العقيدية والعبادية، وضمن دائرة « الإسلام غير الحركي - غير المسيس «. بالإضافة إلى أنها أقرب إلى تيار «الإسلام الإصلاحي «، الذي يدعو إلى المواءمة يبين الواقع والأهداف بعيداً عن القوة
وإذا كانت الصحوة الإسلامية تعني في كل جوانبها وبالمطلق، تغليب الحوار على العنف، فإنها،- أي ظاهرة الصحوة الإسلامية -، تشكل الأساس الذي انطلق منه الإسلام السياسي بتياراته المتعددة، سواء الإسلام «الصدامي - الجهادي «، أو الإسلام « الانقلابي - المعزز بالقوة الرخوة»، أو الإسلام «الديمقراطي- المؤسسي - العملي «. حيث يجمع هذه التيارات إيمانها المطلق وبكل الوسائل للوصول إلى أهدافها التي تؤمن بمشروعيتها...وللحديث بقية
alrfouh@hotmail.com





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :