فارس الحباشنة
في مول بعمان الغربية أذهب اليه بشكل متقطع لشراء «عصير الزنجبيل «، هناك ركن صغير هادئ يبيع الزنجبيل معصورا ونيا ومبروشا. وبالمناسبة الزنجبيل في حضارات الشرق الادني الاسيوية الصين والكوريتين والفلبين وماليزيا وتايلاند نبات مقدس، ويضاهي بالحضور الاجتماعي الرمزي التمر في البلاد العربية والاسلامية.
ليس هذا موضوعي، ولكن ما يثير انتباهي مواطنون يبقون لساعات يجولون في المول. والاخير لحد ما مصنف طبقيا للاثرياء وذوي الدخول العالية وميسوري الحال.
وفي أحد المرت فضولي الصحفي أثارني لسؤال مواطن يتجول في المول أعلم علم اليقين حاله وظرفه الاجتماعي والمعيشي، فقلت له ما الذي يجلبك الى هذا المكان ؟ سؤالي كان محفوفا بالانتباه لكي لا أثير غضبا أو جرحا ما.
فقال لي ببساطة أن ابنه الصغير مريض في المدينة الطبية، وهو يخرج ساعة واكثر لتغيير جو، والهروب من خنقة المستشفى، وروائح المرض والمرضى.
دعوته على كأسة عصير فريش في كافي شوب داخل» المول «، وعندما دفعت الفاتورة تفاجأ حد الاندهاش من قيمة الفاتورة وثمن كأسة العصير، فهل كأس العصير ثمنه 8 دنانير مع الضريبة؟
هو ليس معنيا بشراء أي حاجة من داخل المول. ولو قرر أن يتناول غداء وكأس عصير وفنجان قهوة ورأس ارجيلة في احدى مطاعم المول، فيسدفع راتبه التقاعدي كاملا، ولربما يستقرض فوقه ليقضي حاجة وجبة طعام.
المخطط الحضري في عمان من سبعينات القرن الماضي لم يراع الانحراف الطبقي والاجتماعي، والعلاقة بين الهامش والمركز. فهناك مؤسسات خدماتية طبية وصحية وغيرها مزروعة في مناطق الاثرياء والاغنياء، ولا تربطها ببقية جسد المدينة بمواصلات ونقل عام وخدمات أخرى.
لربما هو عيب تخطيطي اصبح فاضحا من الازمة المعيشية التي يعاني منها الاردنيون. في العبدلي، وقبل أن يبنى مشروع البولفيارد وتتحول العبدلي الى قلاع اسمنتية كان زائر مجلس النواب من المحافظات وعمان ينزل في مجمع العبدلي ويمضي نحو البرلمان مشيا على الاقدام، أما اليوم فالحال غير، وزائر ومراجع النواب لازم يؤخذ تكسي ويدفع دينارين وثلاث دنانير ليصل من مجمع الجنوب او الشمالي الى العبدلي.