عبد الله محمد القاق المسجد الأقصى يتميز باهتمام المسلمين كافة خاصة وانه يقع في مدينة القدس الشريف التي استأثرت بالأهمية الكبيرة في القدس والتي أشار إليها القرآن في أكثر من آية وأكدتها السنة النبوية الشريفة في عدد غير قليل من الأحاديث والأقوال المأثورة .. وهذه المدينة بالرغم من تعاقب السنين وتقادم الزمن فان هذه المكانة الرفيعة آخذة بنفوس المسلمين وألبابهم .. وقد شارك المجتمع الإسلامي في مختلف عصوره ومستوياته في التعبير عن احترامه لمدينة بيت المقدس بجميع الوسائل التي يملكها سواءً بالأقوال المكتوبة أو الأفعال المادية في مجالات البناء والعمران كما أكدت الكتب التي الفت عن التراث الإسلامي في القدس الشريف سواء من الناحية الأثرية ولا يكاد يضاهيها من حيث النوعية أو الكمية العددية أي كتب مما ألّف حول غيرها من المدن في جميع أطراف العالم سواءً أكان قديماً او حديثاً.
وهذا المسجد الذي احرق جزءا كبيرا منه اليهود - أعداء - الإسلام والديانات الأخر حيث قاموا بإحراق منبره ومحرابه في الثامن من جمادى الآخرى 1389هـ ـ 21 آب 1969 اي منذ خمسين عاما والذي يقع في رحاب المدينة المقدسة يستنجد ويستصرخ المسلمين من اجل إنقاذه من براثن العدو الصهيوني حيث يمنع الإسرائيليون المصلين من أداء شعائر الدين .. وهذا المسجد وغيره من المقدسات الإسلامية والمسيحية التي أصبحت تحت سلطان الدولة اليهودية ونزوات التعصب الحاقد التي تغلي بها صدور المسؤولين فيها أنها يتطلب من العالم الإسلامي التحرك من اجل انقاذه من براثن العدوان الإسرائيلي ووضع حد الاستمرار أعمال التهويد لهذه الأماكن.
فالوجود الإسلامي في بيت المقدس خالد خلود الإسلام .. وسقوط بيت المقدس بأيدي اليهود صفحة من سجل التاريخ عابرة لا تدوم طويلا مهما فعل المحتلون من أعمال وإجراءات تنكيلية بالشعب الفلسطيني . فالشعوب الإسلامية والأمة العربية عملاقة حين تعود إلى دينها وتتخلق بأخلاق الإسلام .. وهي فاعلة في ذلك في يوم من الأيام .. عندها يدرك الغرب الخطأ الفادح الذي وقع فيه حين غرر باليهود ونفخ فيهم وخدعهم وشجعهم على ظلم العرب والمسلمين والاعتداء عليهم واغتصاب مقدساتهم .. وهذه الحرب القائمة بين المسلمين وبين اليهود فان الحقيقة تبقى ناصعة تشير إلى أنها حرب بين اليهودية ودينها الذي يحض أنصاره على الظلم والغدر والعدوان والحقد والجشع والغرور والفتك بالأبرياء العزل كما هو جار هذه الأيام فضلا عن سفك الدماء وتجريف الأراضي ودعوة الخامات الإسرائيليين إلى طرد الفلسطينيين ووصفهم بأقذع الأوصاف كالأفاعي والعقارب - وبين الإسلام دين العدل والمساواة والرحمة والمحبة والإخاء والتسامح .. وان انتصار الإسلام في هذه المعركة حتمي ، لان دولة الظلم ساعة ودولة العدل إلى قيام الساعة .،
ففلسطين التي تحتلها الآن قوى الشر والعدوان تشكل خط الدفاع الرئيسي عن بلاد الإسلام وبلاد المسلمين وأنها مقدسة ، بعث الله سبحانه وتعالى أنبياءه فيها فأراد أن تتم لها القدسية بالإسلام ونبي الإسلام فجعل سبحانه وتعالى إسراء محمد عليه الصلاة والسلام من مكة إلى بيت المقدس وعروجه من بيت المقدس إلى سدرة المنتهى ، ثم العودة من السماوات العلى إلى بيت المقدس ومنها إلى مكة المكرمة ، ولم يختر سبحانه وتعالى بيت المقدس مكاناً لإسراء نبيه إلا لحكمة إلهية وتدبير سماوي ، رسم منذ ذلك التاريخ والى الأبد علاقة المسلمين ببيت المقدس فيقول سبحانه وتعالى : (سُبْحَانَ الَّذًي أَسْرَى بًعَبْدًهً لَيْلًا مًنَ الْمَسْجًدً الْحَرَامً إًلَى الْمَسْجًدً الْأَقْصَى الَّذًي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لًنُرًيَهُ مًنْ آيَاتًنَا إًنَّهُ هُوَ السَّمًيعُ الْبَصًيرُ (1)الإسراء .
ومهما حاول المحتلون من التنكيل بالمسلمين في القدس وغيرها فان الثورة العارمة بالإيمان ستظل القبس التي تضيء لنا الطريق من اجل الحفاظ على المدينة المقدسة والمسجد الأقصى والصخرة المشرفة وبيوت المسلمين والمسيحيين التي تستصرخ دول العالم الإسلامي وشعوبها من اجل نصرتهم والوقوف أمام دولة الإثم والعدوان والإرهاب
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات
أكتب تعليقا
رد على :
الرد على تعليق
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن
الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين
التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.