الشاهد - فريال البلبيسي
تصوير : علاء الدين البطاط .
مراد المحتسب .
مونتاج : محمد الصرفندي
أقدم مواطن أردني يوم السبت الموافق 27 / 7 على ارتكاب جريمة قتل بشعة ومروعة بحق زوجته , ثم تقدم بشكوى للأجهزة الأمنية تفيد باختفائها , حتى فصل الأمن في تفاصيل هذه الجريمة البشعة ومسؤولية الزوج عنها , وقد تمكنت الأجهزة الأمنية من فك لغز تغيب السيدة عن منزلها لعدة أيام , حيث أوصلتها التحريات الى قيام زوجها بقتلها واخفاء جثتها داخل برميل ورميه في منطقة القويسمة دون أن يهتزضميره.
وفي التفاصيل :
صرح الناطق الاعلامي في مديرية الأمن العام بأن كوادر البحث الجنائي كشفت ملابسات تغيب سيدة عن منزلها وذلك بعد أن ألقى القبض على زوجها الذي اعترف بقتلها واخفاء جثتها داخل برميل وغمره بالاسمنت .
وأكد الناطق الاعلامي باسم مديرية الامن العام أنه وبتاريخ 28 / 7 / 2019 قام أحد الأشخاص بمراجعة مركز أمن القويسمة شرق العاصمة , وقام بالتعميم بتغيب زوجته عن المنزل حيث جرى التعميم عليها من قبل المركز الامني وباشر فريق من شعبة البحث الجنائي العاصمة التحقيق والبحث عنها.
وأوضح الناطق الاعلامي بأنه ومن خلال التحقيقات وجمع المعلومات حول ظروف اختفاء تلك السيدة وقع الاشتباه بضلوع الزوج بحادثة الاختفاء حيث ألقي القبض عليه وبالتحقيق معه اعترف بقيامه بقتلها خنقا بيديه اثر خلاف حصل بينهما داخل المنزل , كما اعترف الجاني بأنه قام بعد ذلك بوضع جثتها داخل برميل بلاستيكي وغمره بخلطة اسمنتية ونقل البرميل الى المدينة الصناعية في منطقة القويسمة ووفق التصريح الاعلامي لمديرية الأمن العام بأنه جرى ابلاغ المدعي العام والطبيب الشرعي والتوجه لمكان وجود الجثة , حيث تم بدلالة الزوج المشتبه به لمدعي عام محكمة الجنايات الكبرى , والذي قرر توقيفه لمدة 15 يوما في أحد مراكز الاصلاح والتأهيل عن تهمة القتل العمد.
وقد أثارت جريمة القتل للسيدة زينب ابراهيم البالغة من العمر 36 عاما غضب كل من سمع عنها ؛ وهي أم لثلاثة أطفال , والتي قتلت على يد زوجها وأمام طفلها الذي اعتقده القاتل نائما , لكنه كان يرى والده وهو يرتكب الجريمة , وشاهدا عليها مدى الحياة.
غضب عارم في منطقة أبوعلندا :
الجريمة :
استفاقت منطقة أبو علندا على وقع خبر مفجع بعد أن أقدم زوج في أواسط الأربعينات من عمره على قتل زوجته الثلاثينية بطريقة وحشية , بينما كان أبناؤه نائمين , وقد تجرد فيها الزوج من كل مشاعر الرحمة والانسانية وهو يقتل زوجته خنقا , ويسمع استغاثتها حتى أخرجت الروح لباريها .
وكانت الشاهد في قلب الحدث كما عودت قرائها والتقت أهل المغدورة زينب وكان أبناؤها أيضا في منزل جدتهم , حيث كانت الجدة بحالة حزن شديد وقلب يحترق على ابنتها التي ذهبت ضحية رجل لا يعرف الرحمة .
الأم :
كانت الأم مفجوعة بابنتها ولم تتمالك نفسها عقب تلقيها الخبر, مذهولة وتردد ( حسبي الله ونعم الوكيل ) , قالت : ' لم أكن أتوقع يوما أن تقتل ابنتي على يد زوجها ؛ بالرغم من أنها كانت على خلاف دائم حيث كان دائم التعنيف والضرب لها , وعندما أصبحت الحياة مستحيلة بينهما طلبت ابنتي الطلاق من زوجها لأنه كان يضربها ويؤذيها بعنف , وقد سجلت أكثر من أربع شكاو لدى حماية الأسرة , وكانت ابنتي تعود لزوجها من أجل أبنائها الذين يعانون من التعنيف أيضا من قبل والدهم , وكان الزوج الجاني يهددها بقتل شقيقها وقتل أبنائها أيضا اذا لم تعد اليه ' وأكدت الحاجة أم احسان أن ابنتها وصلت لمرحلة اكتئاب شديدة من الحياة الصعبة التي تعاتبها , وأضافت ' ابنتي كانت زوجة وأم حنون على عائلتها , وكانت تعمل في صالون سيدات هي تملكه , وكان الجاني يأخذ كل قرش تملكه بعرقها ليشتري به الكحول , وعندما أصبحت لا تستطيع احتمال هذه الحياة طلبت منه الطلاق خلعا , وعندما أصرت على الطلاق هددها بالقتل قبل الحادثة بيومين لكنها لم تأخذ كلامه على محمل الجد , ولم أكن أدرك أن طلبها للطلاق سينهي حياتها بهذه الطريقة الوحشية على يد زوجها بعد زواج دام سبعة عشر عاما , أنجبا خلالها ابنتهما مها البالغة من العمر 14 عاما , وابنتهما رشا البالغة من العمر 12 عاما وابنهما محمد البالغ من العمر ستة اعوام , ولم يراع هذا الزوج الجاني أن ابنتي التي هي زوجته والتي عانت معه كثيرا للمساهمة في الحياة ؛ فقد ساهمت في مصروفات البيت من خلال عملها في صالون السيدات التي تملكه , وكانت لا تبخل على أولادها في شيء ولا على زوجها الذي كان يأخذ ما لديها ولا يترك لديها شيئا ', وأكدت أم احسان أن زوج ابنتها قام عدة مرات بمحاولة قتلها سابقا , ولكن كان الجيران يبعدونه عنها في اخر اللحظات , وأن ابنتها المرحومة كانت تأتي اليها وتشكوا لها ما يحصل معها من ضرب وتعذيب منه و تصرفات زوجها التي لا تنتهي , وأكدت المرحومة لها بأنها لن تعيش معه أبدا , وعندما قامت باختياره كانت نهايتها على هذا النحو, وقالت ' أن زوجها الجاني قام بقتل المرحومة زوجته.
وبتاريخ 27 / 7 / 2019 وفي الساعة 9 صباحا من يوم السبت وقام بوضع ملابسها بعد قتلها في حقيبة ليوهم الجميع بأنها خرجت من المنزل بارادتها , وبعد أن تأكد زوجها أنها ماتت خنقا قام بوضعها بالحمام واغلاقه , وبعد أيام قام بوضعها في البرميل , ووضع طبقة اسمنتية عليها وقام بوضع البرميل في منطقة القويسمة ', وأكدت الحاجة أن زوج ابنتها لم يظهر عليه أية علامات حزن , وأخذ أبنائه الى منزل والدته ورفض أن يضع أبناءه عندها لأنه خاف أن تعرف الحقيقة , لكن ؛ وعلى حد قولها قلبها أكد لها أن الجاني هو زوج ابنتها , لأنه حاول قتلها أكثر من مرة .
معرفة الجاني :
قالت أم احسان ' كانت الشبهات تحوم حول زوج ابنتي لأنه لم يبحث عنها مطلقا وغضب جدا لأنني ذهبت الى المركز الأمني والبحث الجنائي , وعلمت أيضا من ابنة ابنتي المرحومة أنهم يشكون في والدهم باختفاء والدتهم , وقد عثروا على ( الشريحه ) الخاصة بهاتف المرحومة في بيت جدتهم والدة أبيهم , وقالت ابنة المرحومة يا جدتي والدي أخذ هاتف أمي وألقى بالشريحة الخاصة بها, وأكدت لي ابنة المرحومة بأنها أخذت هاتف والدتها والشريحه الخاصة بها وأخفتهم عن والدها وكذلك شاهدت فستان والدتها الذي كانت ترتديه عليه اثار دماء , وبهذه المعلومات ذهبت الى البحث الجنائي وأخبرتهم بالمعلومات التي حصلت عليها من ابنة ابنتي المرحومة , وعلى أثر ذلك تحرك البحث الجنائي الى بيت المرحومة , وبعدها تم استدعاء الزوج واعترف بجريمته وقام بتمثيل الجريمة ' .
وأكدت أم احسان وهي حزينة أنه منذ وفاة ابنتها على يد القاتل لم يأت أحد من طرف الجاني من أجل العطوة المعترف بها , وناشدت المسؤولين بأن يقوم أهل الجاني بأخذ عطوة اعتراف عشائرية , والاعتراف بجريمة الجاني .
وقالت ' الأم أن أبناء ابنتها يعانون منذ مقتل والدتهم من حزن شديد , وقد أصيبوا جراء فقدانهم والدتهم بصدمة عصبية ونفسية, أما محمد البالغ من العمر 6 سنوات فقد عقد لسانه لأنه شاهد مقتل والدته بعينيه , فهو دائم البكاء والصراخ في الليل و يريد والدته , وعندما أخذته لقبر والدته أخذ يصرخ يريد ان يحفر القبر ليخرج والدته , وأصبح لا يستطيع الكلام وقلبي محروق عليه '.