الشاهد - د. رامي الحباشنة
ضمن الإستقطاب الحاصل على الصعيد الإجتماعي والذي ظهرت تجلياته بعد حجم الضغوط الإقتصادية التي تعرض لها المواطن الأردني في السنوات الأخيرة يتضح حجم التراشق في الإتهامات حول ضبابية الحال والتوتر الحاصل ضمن المناخ الإجتماعي والشعبي ، علميا يحدث ذلك وبشكل طبيعي عندما تتأثر مكتسبات الناس الخاصة ومصالحهم وقدرتهم على التقدم ضمن ظروف أصبحت أكبر وأعمق من إمكانياتهم ، لكن من غير الطبيعي أن يكون هناك صراع على الصعيد الرسمي كمسؤولين أو الشعبي كمواطنين على حساب الحاضنة الأكبر وهي الوطن ومكتسباته الكبرى ، في الوقت الذي يتطلب فيه الأمر حالة من التوازن في الطرح والحركة والتحليل ضمن مناخ متوتر على صعيد الإقليم كملفات دقيقة وحساسة يتحمل الأردن شقا كبيرا في التعامل معها بأمكانياته المتواضعة بعد تخلي بعض الأشقاء والأصدقاء عن موقف الدعم اللوجستي للأردن كدولة ودور له أهميته على الصعيد الإقليمي ، مما انعكس توترا على الصعيد الداخلي في حركة ضاغطة على توجهات الرأي العام الذي تأثر بموجة الضغط الإقتصادي سواء بضعف الدعم الخارجي أو ما يثار حول قضايا فساد وضعف توزيع واستثمار مكتسبات التنمية على الصعيد الداخلي .
وهذا ما يحتم التلاحم في هذا الظرف الدقيق بين الرسمي والشعبي مع الإعتراف الكامل بحجم الضغوط سواء على الأردن الرسمي كدولة والشعبي كمواطنين ، وبما تظهره المؤشرات لا يبدو أن الأردن يعيش حالة الضائقة الإقتصادية ذاتيا بالكامل بل كأنما يراد له أن يعيشها وتتضخم آثارها داخليا حتى يصبح الإيمان بدوره على المحك شعبيا على مستوى الداخل والحرج له رسميا على صعيد الخارج .
كل ذلك يضع مسؤولية كبرى على عاتق أي مسؤول أو مواطن كذلك لخلق حالة تماسكية تكون مظلتها الإيمان بالأردن إنتماءا قبل أي شيء مع كل الأخطاء التي ثارت وتثار كصمام أمان يمكن تحت مظلته الحديث عن إصلاح أكثر من إمعان في تشاؤوم أو تضليل لا يخدم حالة التنفيس بقدر ما يزيد من حالة اللاثقة في الاردن وطنا ومؤسسات .
رئيس قسم علم الإجتماع / جامعة مؤته