الشاهد - رمضان الرواشدة
من المتوقع حسب الاعلان الاميركي الاخير ان يتم الاعلان عن صفقة القرن في جانبها السياسي بعد الانتخابات الاسرائيلية التي ستجري بعد اسبوعين تقريبا وذلك بعد فشل الشق الاقتصادي من الصفقة المسمى ورشة المنامة في البحرين التي جرت قبل شهرين. وبموجب الصفقة سيتم الاعلان عن افكار اميركية لتحريك المفاوضات السياسية بين الدول العربية والفلسطينيين وبين اسرائيل ولا يعول الاردن والسلطة الفلسطينية ومصر، الى حد بعيد، كثيرا على هذا الصفقة فيما يبدو أن البعض بدأوا التطبيع المجاني مع اسرائيل ليس لديهم مشكلة تذكر.
المفيد ذكره قبل الاعلان عن هذه الصفقة انه يقف وراءها ثلاثة من غلاة التطرف اليهود في الادارة الاميركية وهم من صمم الافكار والاهداف التي سيتم الاعلان عنها وهؤلاء هم جيسون غرينبلات المبعوث الاميركي للشرق الاوسط وجاريد كوشنر صهر الرئيس الاميركي دونالد ترمب وديفيد فريدمان السفير الاميركي في اسرائيل.
أما غرينبلات فهو يهودي متشدد والده من اليهود المتشددين وهو ابن لاجئين يهود هنغاريين وهو مستشار ترمب بشأن اسرائيل وهو من المؤمنين بوجود المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية ولا يعتبر ان وجودها عقبة امام تحقيق السلام بين الفلسطينيين واسرائيل. وقد استقال غرينبلات من وظيفته كمبعوث لمنطقة الشرق الاوسط قبل ايام قليلة رغم انه المهندس الرئيسي لما يسمى صفقة القرن.
وفي الأخبار من سيخلف غرينبلات في منصبه شاب يهودي صغير السن وبلا خبرة اسمه آفي بيركوفيتش وهو مستشار لكوشنير. وتقول المعلومات عنه انه امضى سنتين بعد تخرجه من الثانوية في مدرسة دينية في اسرائيل قبل ان يلتحق بجامعة هارفرد ويتخرج منها في العام 2016. وهو من اقارب اول رئيس لمنظمة ايباك الصهيونية في اميركا.
الثاني هو جاريد كوشنر صهر الرئيس الأميركي ومستشاره ومالك صحيفة نيويورك اوبزيرفر وهو أيضا من مهندسي ورشة البحرين الاقتصادية ومن واضعي افكار صفقة القرن وقد زار المنطقة العربية وإسرائيل عدة مرات ليروّجا للافكار الجديدة حول السلام العربي الإسرائيلي.
أما الثالث فهو السفير الأميركي في إسرائيل ديفيد فريدمان وهو من غلاة اليهود المتشددين وسبق له أن بنى منزلا له ولزوجته في إحدى المستوطنات الإسرائيلية ويدعمها وساهم بحفر نفق تحت المسجد الأقصى.
تجربتنا مع الديمقراطيين ليست بأحسن من إدارة الجمهوريين ففي ادارة الرئيس الاميركي بيل كلنتون كان مبعوثه الى الشرق الاوسط اليهودي المتشدد دينيس روس وكان يضغط كثيرا على الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات لدرجة أن عرفات كان يتعوذ بالله منه كلما زاره وسماه (الشيطان).
إذا كان هؤلاء الثلاثة وراء صفقة القرن فلكم أن تتصوروا كيف ستكون مخرجات الصفقة والى صالح من تميل الكفة ولهذا يجب أن نقف في الأردن وفلسطين ومصر، وبعض الدول الخليجية،موقفا موحدا يلبي حقوق الشعب الفلسطيني وأن لا نفرط بالحق المقدس للفلسطينيين بدولة مستقلة وعاصمتها القدس.