الشاهد - ربى العطار
العطلة الصيفية شارفت على النهاية، والمدارس الحكومية والخاصة تبدأ استعداداتها لاستقبال أكثر من مليوني طالب وطالبة في جميع أنحاء المملكة.
وبعيدا عن التلويح بالإضراب لدى المعلمين، وعن استعداد الوزارة لاستقبال هذا العدد الكبير، وبعيدا أيضا، عن البنية التحتية والبيئة التعليمية في المدارس الحكومية، دعونا نتساءل عن الحالة النفسية لدى الطلبة بعد عودتهم من عطلة كانت مثقلة بشقاء أولياء الأمور في تأمين متطلبات عيد الأضحى المبارك، ومملوءة بالجدال في مستوى منظومة التعليم بعد نتائج التوجيهي الأخيرة، والأهم من كل ذلك، ما تعرض له الطلاب في عطلتهم من أخبار العنف المجتمعي.
كيف سيتمكن منهاج (التربية الاعلامية) من احداث تغيير في السلوك في ظل التقصير بالرقابة على محتوى وسائل الإعلام الرقمية ومواقع التواصل الاجتماعي وهذا الانفلات في تغطية الأحداث بشكل لا يتوافق مع القيم والأخلاق وأدبيات المجتمع.
كيف سنقنع طلبتنا بجدوى تعلم فن أو علم لا يطبقه معظمنا.
الجيل الحالي لايريد نصائح ولا يريد إرشادات، هو بحاجه إلى مشاركة، يريد أن نتفهم احتياجاته لا أن نملي عليه احتياجاتنا.
إعادة النظر في الأسلوب الكلاسيكي للتدريس أصبح ضرورة، الطلاب بحاجة لتفجير طاقاتهم وإبراز قدراتهم، واكسابهم مهارات جديدة، والتعليم "التلقيني" الحالي لا يلبي هذه الحاجه.
قبل أن نربيهم إعلاميا، علينا أن نلتزم بمدونات السلوك الوظيفي في جميع مجالات العمل، لأن الطالب يبحث عن قدوة، والمتابع الآن لتوجهات المراهقين والأحداث، يرى بأنهم أصبحوا يميلون إلى البحث عن مشاهير السوشيال ميديا للاقتداء بهم وتقليدهم، أو حتى بناء عوالم خاصة لهم على قنوات وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي والمنصات الافتراضية.
يجب الانتباه إلى ان ما يتم تربية أبناء المدارس عليه بحاجة إلى إعادة النظر لتحقيق الانسجام بين الاحتياجات والنتيجة.