أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية المقالات "الحج أيام زمان"

"الحج أيام زمان"

28-08-2019 12:57 PM


د.عصام الغزاوي
في موسم الحج استذكر نهاية الخمسينات عندما شاركت والداي وأعمامي وأقاربي في وداع جدي لوالدي الذي كان ينوي السفر لأداء فريضة الحج إلى أم الحيران جنوب عمان، كان الحج في ذلك الزمن رغم مشقته ومخاطره يخلو من تعقيدات هذه الأيام مثل التسجيل المسبق وإشتراط العمر ووجوب الحصول على الفيزا وغيرها من التدابير التي فُرضت للحد من أعداد الحجاج، كان الأهل والأقارب يتوافدون لوداع الحجاج قبل موعد سفرهم بأيام ويقدمون لهم الهدايا مقرونة بالدعاء لله أن يحفظهم ويهون عليهم سفرهم، بينما الحجاج كانوا يطلبون منهم المسامحة .
من أم الحيران كانت تنطلق قوافل حجاج عمان في رحلتهم الشاقة إلى الديار الحجازية، تحفهم الأهازيج والزغاريد وقرع الطبول والدفوف وسط سحب الغبار والأتربة التي كانت تملأ السماء بسبب حركة الشاحنات والخيول، فالحج على ظهور الجِمال في الأردن توقف مع بداية الاربعينات وأُستبدل بشاحنات المرسيدس والدودج والبيدفورد والهنشل، التي كان يجري تأهيل صناديقها مع اقتراب موسم الحج بتثبيت صفوف من الكراسي الخشبية في أرضية الشاحنة، وسقف الصندوق بألواح خشبية (طابق ثاني) لتحميل الأمتعة والفراش وأدوات الطبخ والخيام .. بعد انتهاء مناسك الحج يبدأ الحجاج بالعودة ويجري إستقبالهم في نفس مكان وداعهم بالأهازيج الدينية وقرع الطبول والدفوف، يصل الحجاج بموكب من السيارات إلى منازلهم المزينة بأقواس النصر من سعف النخيل وأفرع شجر الغار والكينا وحبال الإنارة والأعلام ويستقبلهم الجيران بالزغاريد والأناشيد وُتذبح لهم الخراف تعبيرا عن الفرحة بعودتهم سالمين، في نفس الليلة يقوم الحجاج بتوزيع التمور والزمزم والهدايا مثل المسابح والبخور والمسواك وسجاجيد الصلاة والعطور على المستقبلين والألعاب للأطفال، يمضون بعدها اياما واسابيع وهم يستقبلون المهنئين، ويلبون دعواتهم لتناول الطعام إحتفاءً بسلامة العودة واداء فريضة الحج.





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :